الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4430 228 - حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا هارون بن موسى أبو عبد الله الأعور ، عن شعيب ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو : أعوذ بك من البخل والكسل ، وأرذل العمر ، وعذاب القبر ، وفتنة الدجال ، وفتنة المحيا والممات .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : "وأرذل العمر" ، وشعيب هو ابن الحبحاب بالحاءين المهملتين والباءين الموحدتين مر في كتاب الجمعة ، والحديث أخرجه مسلم في الدعوات عن أبي بكر بن نافع .

                                                                                                                                                                                  قوله : "من البخل" يعني في حقوق المال ، واستعاذ صلى الله عليه وسلم من البخل كما استعاذ أيضا من فتنة الغنى ، وهو إنفاقه في المعاصي ، أو إنفاقه في إسراف ، أو في باطل ، قوله : "والكسل" هو عدم انبعاث النفس للخير ، وقلة الرغبة فيه مع إمكانه ، قوله : "وأرذل العمر" آخره في آخر العمر في حال الكبر والعجز والخرف ، وجه الاستعاذة منه أن المطلوب من العمر التفكر في آلاء الله ، ونعمائه من خلق الموجودات ، فيقوموا بواجب الشكر بالقلب ، والجوارح ، والخرف الفاقد لهما ، فهو كالشيء الرديء الذي لا ينتفع به ، فينبغي أن يستعاذ منه ، قوله : "وعذاب القبر" لأن فيه الأهوال والشدائد ، قوله : "وفتنة الدجال" إذ لم تكن فتنة في الأرض منذ خلق الله ذرية آدم أعظم منها ، قوله : "وفتنة المحيا" هو مفعل من الحياة والممات مفعل من الموت ، قال الشيخ أبو النجيب السهروردي قدس الله روحه : يريد بفتنة المحيا الابتلاء مع زوال الصبر والرضا والوقوع في الآفات والإصرار على الفساد ، وترك متابعة طريق الهدى ، وفتنة الممات سؤال منكر ونكير مع الحيرة والخوف .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية