الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4493 264 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال : أخبرني سعيد بن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله وأنذر عشيرتك الأقربين قال يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم ، لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ، ويا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنك من الله شيئا ، ويا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وهو أيضا من مراسيل أبي هريرة ، لأن أبا هريرة أسلم بالمدينة وهذه القصة وقعت بمكة . وأبو اليمان : الحكم بن نافع ، وشعيب : هو ابن أبي حمزة الحمصي . والحديث مر بعين هذا الإسناد وعين هذا المتن في كتاب الوصايا في باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب ، وهذا تكرار صريح ليس فيه فائدة غير اختلاف الترجمة فيهما .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أو كلمة نحوها " شك من الراوي ، أي : أو نحو يا معشر قريش ، مثل قوله : يا بني فلان يا بني فلانة ، كما في الحديث الماضي . قوله : " اشتروا أنفسكم " أي : باعتبار تخليصها من العذاب ، كأنه قال : أسلموا تسلموا من العذاب ، فيكون ذلك كالشري كأنهم جعلوا الطاعة ثمن النجاة ، وفي رواية مسلم " يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار " . قوله : " يا صفية عمة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، يجوز في " عمة " النصب والرفع باعتبار اللفظ والمحل ، وكذلك في قوله " يا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم " . قوله : " لا أغني عنك " يقال : ما يغني عنك هذا ، أي : ما ينفعك .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية