الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  437 108 - ( حدثنا قتيبة قال : حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة أن مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أجلس عليهن ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر رجاله ) وهم أربعة : الأول : قتيبة بن سعيد . الثاني : عبد العزيز بن أبي حازم ، واسمه سلمة بن دينار يروي عن أبيه أبي حازم ، وهو الثالث . الرابع : سهل بن سعد الساعدي ، وقد مر في باب الصلاة في المنبر والسطوح ، وكذلك حديثه بأتم منه .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر لطائف إسناده ) : فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وبصيغة الإفراد في موضع واحد ، وفيه العنعنة في موضع ، وفيه رواية الابن عن الأب ، وفيه أن رواته ما بين بلخي ومدني .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) ، أخرجه البخاري أيضا في الصلاة عن علي بن عبد الله ، وأخرجه مسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، وقد ذكرناه في باب الصلاة في المنبر .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر معناه وإعرابه ) ؛ قوله ( إلى امرأة ) هي أنصارية ، وقد بينا الاختلاف في اسمها في باب الصلاة في المنبر ، وكذلك في اسم غلامها ؛ قوله ( أن مري ) أن هذه مفسرة بمنزلة أي كما في قوله تعالى : فأوحينا إليه أن اصنع الفلك ويحتمل أن تكون مصدرية بأن يقدر قبلها حرف الجر ، وعن الكوفيين إنكار أن التفسيرية البتة ، ويروى : ( مري ) بدون أن ، ومري أمر من أمر يأمر ، والياء علامة الخطاب للمؤنث ؛ قوله ( يعمل ) مجزوم لأنه جواب الأمر ؛ قوله ( أعوادا ) أي : منبرا مركبا منها ؛ قوله ( أجلس ) بالرفع أي : أنا أجلس عليها ، وههنا مسألة أصولية ، وهي أن الأمر بالأمر بالشيء أمر بذلك الشيء أم لا ، وهل الغلام مأمور من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا ، وفيه الخلاف ، والأصح عدمه ، وساق البخاري هذا الحديث في البيوع بهذا الإسناد بتمامه ، وههنا اختصره . ومن فوائد هذا الحديث جواز الاستعانة بأهل الصنعة فيما يشمل المسلمين نفعه ، وفيه التقرب إلى أهل الفضل بعمل الخير .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية