الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4494 265 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، فقال : أي عم ، قل لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله . فقال [ ص: 105 ] أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ، ويعيدانه بتلك المقالة ، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول لا إله إلا الله . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأستغفرن لك ما لم أنه عنك . فأنزل الله ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين وأنزل الله في أبي طالب ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وأبو اليمان الحكم بن نافع ، وشعيب بن أبي حمزة . والحديث مر في كتاب الجنائز في باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله . قال الكرماني : قيل هذا الإسناد ليس على شرط البخاري ، إذ لم يرو عن المسيب إلا ابنه . وقال صاحب التلويح وتبعه صاحب التوضيح : هذا الحديث من مراسيل الصحابة ، لأن المسيب من مسلمة الفتح ، على قول مصعب ، وعلى قول العسكري ممن بايع تحت الشجرة ، فأيا ما كان فلم يشهد وفاة أبي طالب ، لأنه توفي هو وخديجة رضي الله تعالى عنها في أيام متقاربة في عام واحد للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم نحو الخمسين ، ورد عليهما بعضهم بأنه لا يلزم من كون المسيب متأخرا إسلامه أن لا يشهد وفاة أبي طالب كما شهدها عبد الله بن أبي أمية ، وهو يومئذ كافر ثم أسلم بعد ذلك ، انتهى . قلت : حضور عبد الله بن أبي أمية وفاة أبي طالب وهو كافر ثبت في الصحيح ، ولم يثبت حضور المسيب وفاة أبي طالب وهو كافر ، لا في الصحيح ولا في غيره ، وبالاحتمال لا يرد على كلام بغير احتمال ، فافهم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية