الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4502 274 - حدثني إسحاق بن نصر ، حدثنا أبو أسامة ، عن الأعمش ، حدثنا أبو صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ذخرا بله ما أطلعتم عليه ، ثم قرأ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في حديث أبي هريرة عن إسحاق بن نصر ، هو إسحاق بن إبراهيم بن نصر البخاري ، والبخاري تارة ينسبه إلى أبيه وتارة إلى جده ، يروي عن أبي أسامة حماد بن أسامة عن سليمان الأعمش عن أبي صالح ذكوان إلى آخره ، وهو من أفراده . قوله : " ذخرا " منصوب متعلق بأعددت ، أي : أعددت ذلك لهم مذخورا . قوله : " بله " بفتح الباء الموحدة وسكون اللام وفتح الهاء ، معناه : دع الذي أطلعتم عليه ، وقيل : معناه سوى ، أي : سوى ما أطلعتم عليه ، الذي ذكره الله في القرآن . وقال الخطابي : كأنه يريد به دع ما أطلعتم عليه وأنه سهل يسير في جنب ما ادخرته لهم . ويقال أيضا بمعنى أجل ، وحكى الليث أنه يقال بمعنى فضل ، كأنه يقول : هذا الذي غيبته عنكم فضل ما أطلعتم عليه منها . وقال الصغاني : اتفق جميع نسخ الصحيح على من بله ، والصواب إسقاط كلمة من منه ، واعترض عليه بأنه لا يتعين إسقاط من إلا إذا فسرت بمعنى دع ، وأما إذا فسرت بمعنى من أجل أو من غير أو سوى فلا ، وقال ابن مالك : المعروف من بله اسم فعل بمعنى اترك ، ناصب لما يليه ، بمعنى المفعولية ، واستعماله مصدرا بمعنى الترك مضافا إلى ما يليه ، والفتحة في الأولى بنائية وفي الثانية إعرابية ، وهو مصدر مهمل الفعل ممنوع الصرف . وقال الأخفش : بله ، هنا مصدر ، كما يقول : ضرب زيد ، وندر دخول من عليه زائدة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية