الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4515 287 - حدثنا أبو معمر ، حدثنا عبد الوارث ، حدثنا عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس رضي [ ص: 123 ] الله عنه قال : بني على النبي صلى الله عليه وسلم بزينب ابنة جحش بخبز ولحم فأرسلت على الطعام داعيا فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون ، ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون ، فدعوت حتى ما أجد أحدا أدعو ، فقلت : يا نبي الله ، ما أجد أحدا أدعوه . فقال : ارفعوا طعامكم . وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى حجرة عائشة ، فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله . فقالت : وعليك السلام ورحمة الله ، كيف وجدت أهلك ، بارك الله لك ؟ فتقرى حجر نسائه كلهن يقول لهن كما يقول لعائشة ، ويقلن له كما قالت عائشة ، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا ثلاثة رهط في البيت يتحدثون ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحياء ، فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة فما أدري آخبرته أو أخبر أن القوم خرجوا ، فرجع حتى إذا وضع رجله في أسكفة الباب داخلة وأخرى خارجة أرخى الستر بيني وبينه وأنزلت آية الحجاب .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر أيضا عن أبي معمر ، بفتح الميمين ، عبد الله بن عمرو المشهور بالمقعد ، بلفظ اسم المفعول ، من الإقعاد ، عن عبد الوارث بن سعيد ، إلى آخره .

                                                                                                                                                                                  قوله : " بني على النبي صلى الله عليه وسلم " بصيغة المجهول ، من البناء ، وهو الدخول بالزوجة ، والأصل فيه أن الرجل كان إذا تزوج امرأة بنى عليها قبة ليدخل بها فيها ، فيقال : بنى الرجل على أهله ، وقال الجوهري : ولا يقال بنى بأهله ، والحديث يرد عليه . قوله : " ابنة جحش " ، ويروى " بنت جحش " . قوله : " فأرسلت " على صيغة المجهول ، والمرسل هو النبي صلى الله عليه وسلم . قوله : " على طعام " ويروى " على الطعام " . قوله : " داعيا " نصب على الحال من الضمير الذي في " أرسلت " وهو أنس . قوله : " فيجيء قوم ويخرجون " أي : يأكلون فيخرجون . قوله : " أدعو " أي : أدعوه ، وهي صفة أحدا . قوله : " قال ارفعوا طعامكم " ويروى " فقال " بالفاء ، وكذلك " فارفعوا " . قوله : " فتقرى " بفتح القاف وتشديد الراء ، على وزن تفعل ، أي : تتبع الحجر واحدة واحدة ، والحجر بضم الحاء المهملة وفتح الجيم جمع حجرة وهي الموضع المنفرد في الدار . قوله : " آخبرته " أي : أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم " أو أخبر " على صيغة المجهول ، أي : أو أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي ، وهذا شك من أنس رضي الله تعالى عنه ، وقد اتفقت رواية عبد العزيز وحميد على الشك ، وفي رواية أبي مجلز عن أنس الذي مضى " فأخبرت من غير شك " . قوله : " في أسكفة الباب " بضم الهمزة وسكون السين وضم الكاف وتشديد الفاء ، وهي : العتبة التي يوطأ عليها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية