الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4519 291 - حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد ، حدثنا أبي ، حدثنا مسعر ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة رضي الله عنه ، قيل : يا رسول الله ، أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة عليك ؟ قال : قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وسعيد : هو ابن يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص ، أبو عثمان البغدادي ، روى عنه مسلم أيضا ، ولهم أيضا سعيد بن يحيى بن مهدي بن عبد الرحمن ، أبو سفيان الحميري الواسطي الحذاء ، ومسعر : بكسر الميم ، ابن كدام ، والحكم : بفتحتين ابن عتيبة ، يروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إلى آخره . والحديث مضى في الصلاة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أما السلام عليك فقد عرفناه " ، أراد به ما علمهم إياهم في التشهد من قولهم السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، والسائل عن ذلك هو كعب بن عجرة نفسه . قوله : " فكيف الصلاة عليك " وفي حديث أبي سعيد " فكيف نصلي عليك " . قوله : " كما صليت على إبراهيم " أي : كما تقدمت منك الصلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فنسأل منك الصلاة على محمد وآل محمد ، فإن قيل : شرط التشبيه أن يكون المشبه به أقوى من المشبه ، وهنا بالعكس ، لأن الرسول أفضل من إبراهيم . أجيب بأنه كان ذلك قبل أن يعلم أنه أفضل من إبراهيم . وقيل : التشبيه ليس من باب إلحاق الناقص بالكامل ، بل من باب بيان حال ما لا يعرف بما يعرف . وقيل : المجموع مشبه بالمجموع ، ولا شك أن آل إبراهيم أفضل من آل محمد إذ فيهم الأنبياء ولا نبي في آل النبي صلى الله عليه وسلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية