الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4532 305 - ( حدثني إبراهيم بن موسى ، أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال يعلى : إن سعيد بن جبير أخبره عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا ، فأتوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ، فنزل والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ونزل قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الإيمان ، عن إبراهيم بن دينار وغيره ، وأخرجه أبو داود في الفتن ، عن أحمد بن إبراهيم ، وأخرجه النسائي في المحاربة ، وفي التفسير عن الحسن بن محمد الزعفراني .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قال يعلى " أي قال : " قال يعلى " سقط خطأ وثبت لفظا ، ويعلى هو ابن مسلم بن هرمز ، روى عنه ابن جريج في ( الصحيحين ) ، وقال صاحب ( التوضيح ) : يعلى هذا هو ابن حكيم ، كما ذكره أبو داود مصرحا به في إسناده ، وقال الكرماني : اعلم أن يعلى بن مسلم ويعلى بن حكيم كليهما يرويان عن سعيد بن جبير ، وابن جريج يروي عنهما ، ولا قدح في الإسناد بهذا الالتباس لأن كلا منهم على شرط البخاري .

                                                                                                                                                                                  ( قلت ) : أما صاحب ( التوضيح ) فإنه نسب إلى أبي داود أنه صرح بأنه يعلى بن حكيم وليس كما ذكره فإنه لم يصرح به في إسناده ، بل ذكره البخاري من غير نسبة ، وأما الكرماني فإنه سلك طريق السلامة ولم يجزم بأحد يعليين ، ولا خلاف أنه يعلى بن مسلم هاهنا ، ويؤيده أن الحافظ المزي ذكر في ( الأطراف ) على رأس هذا الحديث أنه يعلى بن مسلم كما وقع به مصرحا عند مسلم ، قوله : " إن ناسا من أهل الشرك " أخرج الطبراني من وجه آخر عن ابن عباس أن السائل عن ذلك هو وحشي بن حرب ، قوله : " أن لما " أي الذي عملناه كفارة ، نصب على أنه اسم " إن " تقدم عليه الخبر .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية