الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4638 415 - حدثنا يحيى ، حدثنا وكيع ، عن علي بن المبارك ، عن يحيى بن أبي كثير سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن ، قال يا أيها المدثر قلت : يقولون اقرأ باسم ربك الذي خلق فقال أبو سلمة : سألت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن ذلك ، وقلت له مثل الذي قلت ، فقال جابر : لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : جاورت بحراء ، فلما قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت عن يميني ، فلم أر شيئا ، ونظرت عن شمالي ، فلم أر شيئا ، ونظرت أمامي ، فلم أر شيئا ، ونظرت خلفي ، فلم أر شيئا ، فرفعت رأسي فرأيت شيئا فأتيت خديجة ، فقلت : دثروني وصبوا علي ماء باردا ، قال : فدثروني وصبوا علي ماء باردا ، قال : فنزلت يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وفيه بيان سبب النزول ، ويحيى هو ابن موسى البلخي ، أو يحيى بن جعفر ، وقد مضى جزء منه في أول الكتاب في بدء الوحي ، قال ابن شهاب : وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله ، الحديث . قوله : " جاورت [ ص: 266 ] بحراء " ، أي اعتكفت بها ، وهو بكسر الحاء ، وتخفيف الراء ، وبالمد منصرفا على الأشهر جبل على يسار السائر من مكة إلى منى . قوله : " جواري " بكسر الجيم ، أي مجاورتي ، أي اعتكافي . قوله : " فرأيت شيئا " يحتمل أن يكون المراد به رأيت جبريل عليه الصلاة والسلام ، وقد قال اقرأ باسم ربك فخفت من ذلك ، ثم أتيت خديجة رضي الله تعالى عنها ، فقلت : دثروني ، أي غطوني فنزلت يا أيها المدثر والجمهور على أن أول ما نزل هو اقرأ باسم ربك وفي هذا الحديث استخرج جابر ذلك عن الحديث باجتهاده وظنه ، فلا يعارض الحديث الصحيح المذكور في أول الكتاب الصريح بأنه اقرأ ، أو نقول : إن لفظ أول من الأمور النسبية ، فالمدثر يصدق عليه أنه أول ما نزل بالنسبة إلى ما نزل بعده .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية