الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4645 422 - حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا جرير ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله لا تحرك به لسانك لتعجل به قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل جبريل عليه بالوحي ، وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه ، وكان يعرف منه ، فأنزل الله الآية التي في لا أقسم بيوم القيامة لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه قال علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه فإذا أنزلناه ، فاستمع ثم إن علينا بيانه علينا أن نبينه بلسانك ، قال : فكان إذا أتاه جبريل أطرق ، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في حديث ابن عباس المذكور أخرجه عن قتيبة بن سعيد ، عن جرير بن عبد الحميد ، عن موسى المذكور .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لسانه وشفتيه " ذكرهما هنا واقتصر سفيان في روايته السابقة على ذكر لسانه ، واقتصر إسرائيل على ذكر شفتيه ، والكل مراد . قوله : " فيشتد عليه " ، أي يشتد عليه حاله عند نزول الوحي ، ومضى فيما تقدم ، وكانت الشدة تحصل معه عند نزول الوحي لثقل القول ، وفي حديث الإفك ، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء ، وكان يتعجل بأخذه لتزول الشدة سريعا . قوله : " وكان يعرف منه " ، أي وكان الاشتداد يعرف منه حالة نزول الوحي عليه . قوله : " فأنزل الله تعالى " ، أي بسبب ذلك الاشتداد أنزل الله تعالى قوله : وقرآنه ، زاد إسرائيل في روايته المذكورة أن تقرأه ، أي أنت تقرؤه . قوله : " فإذا قرأناه " ، أي فإذا قرأه عليك الملك . قوله : " أطرق " ، يقال : أطرق الرجل إذا سكت وأطرق أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية