الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4665 445 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن منصور ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن علي رضي الله عنه ، قال : كنا في جنازة في بقيع الغرقد ، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقعد وقعدنا حوله ، ومعه مخصرة ، فنكس ، فجعل ينكت بمخصرته ، ثم قال : ما منكم من أحد وما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة ، والنار ، وإلا قد كتبت شقية ، أو سعيدة ،قال رجل : يا رسول الله ، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة ، ومن كان منا من أهل الشقاء فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ، قال : أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاء ، ثم قرأ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى الآية .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في الحديث المذكور ، أخرجه عن عثمان بن أبي شيبة ، عن جرير بن عبد الحميد ، عن منصور إلى آخره . قوله : " مخصرة " بكسر الميم ، وسكون الخاء المعجمة ، وفتح الصاد المهملة ما أمسكه الإنسان بيده من عصا ونحوه ، وقال القتبي : المخصرة إمساك القضيب باليد ، وكانت الملوك تتخصر بقضبان يشيرون بها ، والمخصرة من شعار الملوك . قوله : " منفوسة " ، أي مولودة ، يقال : نفست المرأة بالفتح ، والكسر .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية