الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  وقال قتيبة : حدثنا حماد ، عن يحيى بن عتيق ، عن الحسن ، قال : اكتب في المصحف في أول الإمام بسم الله الرحمن الرحيم ، واجعل بين السورتين خطا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة التي هي قوله : " اقرأ باسم ربك " في قراءة بسم الله الرحمن الرحيم ، لكن في أول سورة الفاتحة فقط ، أو في أول كل سورة من القرآن فيه خلاف مشهور بين العلماء ، فمذهب الحسن البصري هو ما ذكره البخاري بقوله : قال قتيبة ، وذلك بطريق المذاكرة ، وقتيبة هو ابن سعيد يروي عن حماد بن زيد ، عن يحيى بن عتيق ضد الجديد الطفاوي بضم الطاء المهملة ، وبالفاء والواو عن الحسن البصري ، وليس ليحيى هذا في البخاري إلا هذا الموضع ، وهو ثقة بصري من طبقة أيوب ومات قبله . قوله : " في أول الإمام " ، أي أول القرآن ، أي اكتب في أول القرآن الذي هو الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم فقط ، ثم اجعل بين كل سورتين خطا ، أي علامة فاصلة بينهما ، وهذا مذهب حمزة من القراء السبعة ، وقال الداودي : إن أراد خطا فقط بغير البسملة ، فليس بصواب لاتفاق الصحابة على كتابة البسملة بين كل سورتين ، إلا براءة ، وإن أراد بالإمام إمام كل سورة فيجعل الخط مع البسملة فحسن ، ورد عليه بأن مذهب الحسن أن البسملة تكتب في أول الفاتحة فقط ، ويكتفى في الباقية بين كل سورتين بالعلامة ، فإذا كان هذا مذهبه كيف يقول الداودي : إن أراد خطا بغير البسملة ، فليس بصواب ، وإن أراد بالإمام بكسر الهمزة الذي هو الفاتحة فكيف يقول : وإن أراد بالإمام أمام كل سورة بفتح الهمزة ، يعني : فكيف يصح ذكر الإمام بالكسر ، ويراد به الأمام بالفتح ، وقال السهيلي : هذا المذكور عن مصحف الحسن شذوذ ، قال : وهي على هذا من القرآن إذ لا يكتب في المصحف ما ليس بقرآن ، وليس يلزم قول الشافعي : إنها آية من كل سورة ولا أنها آية من الفاتحة ، بل يقول : إنها آية من كتاب الله تعالى مقترنة مع السورة ، وهو قول أبي حنيفة وداود ، وهو قول بين القوة لمن أنصف ، وقال صاحب ( التوضيح ) : لا نسلم له ذلك ، بل من تأمل الأدلة ظهر له أنها من الفاتحة ، ومن كل سورة ، " قلت " : مجرد المنع بغير إقامة البرهان ممنوع ، وما قاله بالعكس ، بل من تأمل الأدلة ظهر له أنها ليست من الفاتحة ، ولا من أول كل سورة بل هي آية مستقلة أنزلت للفصل بين السورتين ، ولهذا استدل ابن القصار المالكي على أن بسم الله الرحمن الرحيم ليست بقرآن في أوائل السور من قوله : اقرأ باسم ربك " لم تذكر البسملة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية