الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4700 7 - حدثنا أبو نعيم ، حدثنا همام ، حدثنا عطاء . ( ح ) وقال مسدد : حدثنا يحيى ، عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء قال : أخبرني صفوان بن يعلى بن أمية : أن يعلى كان يقول : ليتني أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه الوحي ، فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة وعليه ثوب قد أظل عليه ومعه ناس من أصحابه ، إذ جاءه رجل متضمخ بطيب فقال : يا رسول الله ، كيف ترى في رجل أحرم في جبة بعدما تضمخ بطيب ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم ساعة فجاءه الوحي ، فأشار عمر إلى يعلى أن تعال فجاء يعلى فأدخل رأسه فإذا هو محمر الوجه يغط كذلك ساعة ثم سري عنه ، فقال : أين الذي يسألني عن العمرة آنفا ، فالتمس الرجل فجيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات ، وأما الجبة فانزعها ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قيل : وجه دخول هذا الحديث في هذا الباب هو التنبيه على أن القرآن والسنة كلاهما بوحي واحد ولسان واحد ، وقيل : أشار البخاري بذلك إلى أن قوله تعالى : وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه لا يستلزم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بلسان قريش فقط لكونهم قومه ; بل أرسل بلسان جميع العرب ; لأنه أرسل إليهم كلهم بدليل أنه خاطب الأعرابي الذي سأله بما يفهمه بعد أن نزل الوحي عليه بجواب مسألته ، فدل أن الوحي كان ينزل عليه بما يفهمه من العرب قرشيا كان أو غير قرشي ، والوحي أعم من أن يكون قرآنا يتلى أو لا يتلى ، وقيل غير ذلك ، والكل لا يشفي العليل ولا يروي الغليل ; ولهذا قال بعضهم : ذكر هذا الحديث في الترجمة التي قبل هذه أظهر وأبين ، فلعل ذلك وقع من بعض النساخ ، وقال آخر مثله وهو أن إدخال هذا الحديث في الباب الذي قبله أليق ، ثم اعتذر عنه فقال : فلعله قصد التنبيه على أن الوحي بالقرآن والسنة كان على صفة واحدة ولسان واحد ، انتهى ، وقد مضى هذا الحديث في الحج في باب إذا أحرم جاهلا وعليه قميص ، وأخرجه هناك عن أبي الوليد ، عن همام ، عن عطاء قال : حدثني صفوان بن يعلى ، عن أبيه ، الحديث ، وهنا أخرجه عن أبي نعيم بضم النون الفضل بن دكين ، عن همام بن يحيى ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن صفوان بن يعلى ، إلى آخره ، وأخرجه من طريق آخر بقوله : وقال مسدد ، وهذا بطريق المذاكرة مع أن مسددا شيخه ، وهو يروي عن يحيى بن سعيد القطان ، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، عن عطاء ، عن صفوان بن يعلى بن أمية ، إلى آخره ، وقد مضى الكلام فيه هناك مستوفى ، والجعرانة بسكون العين المهملة وتخفيف الراء ، وقد تكسر وتشدد الراء ، وهي موضع قريب من مكة وهي في الحل وميقات للإحرام والتضمخ بالمعجمتين التلطخ ، وغطيط النائم نخيره ، وسري أي : كشف وأزيل عنه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية