الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4718 25 - حدثنا معلى بن أسد ، حدثنا عبد الله بن المثنى قال : حدثني ثابت البناني وثمامة ، عن أنس قال : مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة : أبو الدرداء ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد ، قال : ونحن ورثناه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن هؤلاء المذكورين فيه من القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  والحديث من أفراده ، وهذا يخالف رواية قتادة عن أنس من وجهين : أحدهما التصريح بصيغة الحصر في الأربعة ، والآخر ذكر أبي الدرداء بدل أبي بن كعب ، وقد مر [ ص: 28 ] الجواب عن الأول ، وأما الثاني : فقال الإسماعيلي : هذان الحديثان مختلفان ولا يجوزان في الصحيح مع تباينهما ، بل الصحيح أحدهما ، وجزم البيهقي أن ذكر أبي الدرداء وهم ، والصواب أبي بن كعب ، وقال الداودي : لا أرى ذكر أبي الدرداء محفوظا ، وقال الكرماني : ذكر في الطريق الأول أبي بن كعب من الأربعة ، وفي هذا الطريق لم يذكره ، وذكر قوله أبا الدرداء والراوي فيهما أنس ، وهذا أشكل الأسئلة ، قلت : أما الأول فلا قصر فيه فلا ينفي جمع أبي الدرداء ، وأما الثاني فلعل اعتقاد السامع كان أن هؤلاء الأربعة لم يجمعوا وأبا الدرداء لم يكن من الجامعين ، فقال ردا عليه : لم يجمعه إلا هؤلاء الأربعة ادعاء ومبالغة ، فلا يلزم منه النفي عن غيره حقيقة ، إذ الحصر ليس بالنسبة إلى نفس الأمر بل بالنسبة إلى اعتقاده انتهى ، قلت : قوله : أما الأول فلا قصر فيه ظاهر ، وأما قوله : وأما الثاني إلى آخره ، ففيه تأمل وهو غير شاف في دفع السؤال ; لأن قوله فقال ردا عليه لم يجمعه إلا هؤلاء الأربعة ، إن كان مراده من هؤلاء الأربعة هم المذكورون في الرواية الأولى فلا سؤال فيه من الوجه الذي ذكره ، وإن كان مراده أنهم هم المذكورون في الرواية الثانية فالسؤال باق على ما لا يخفى على الناظر إذا أمعن نظره فيه ، وقد نقل بعضهم كلام الكرماني هذا وسكت عنه كأنه رضي به للوجه الذي ذكرناه ، وكان من عادته أن ينقل شيئا من كلامه الواضح ويرد عليه لعدم المبالاة به ، ورضاه هنا لأجل دفع سؤال السائل في هاتين الروايتين المتباينتين اللتين ذكرهما البخاري حتى قال في جملة كلامه : ويحتمل أن يكون أنس حدث بهذا الحديث في وقتين فذكر مرة أبي بن كعب ومرة أخرى بدله أبا الدرداء انتهى ، فكيف يكون هذا الجواب بهذا الاحتمال الواهي مقنعا للسائل مع أن أصل الحديث واحد والراوي واحد .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قال : ونحن ورثناه " أي : قال أنس : نحن ورثنا أبا زيد ; لأنه مات ولم يترك عقبا ، وهو أحد عمومة أنس ، وقد تقدم في مناقب زيد بن ثابت قال قتادة : قلت : ومن أبو زيد ، قال : أحد عمومتي .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية