الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  496 [ ص: 305 ] 167 - حدثنا أبو النعمان ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : حدثنا الشيباني سليمان ، حدثنا عبد الله بن شداد ، قال : سمعت ميمونة تقول : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا إلى جنبه نائمة ، فإذا سجد أصابني ثوبه وأنا حائض ، وزاد مسدد عن خالد ، قال : حدثنا سليمان الشيباني ، وأنا حائض .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر بلفظ آخر عن أبي النعمان بضم النون محمد بن الفضيل ، وهذا الإسناد بعينه قد مر في باب مباشرة الحائض في أوائل كتاب الحيض ، ولفظ الحديث هناك ، قالت ، يعني ميمونة : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت ، وهي حائض ) . قوله : ( ثوبه ) ، ويروى ( أصابتني ثيابه ) . قوله : ( وأنا حائض ) هذه الجملة وقعت حالا في رواية أبي ذر ، وسقطت لغيره ، قال الكرماني : ( ( فإن قلت ) ) : قالوا : إذا أريد الحدوث يقال : حائضة ، وإذا أريد الثبوت ، وأن من شأنها الحيض يقال : حائض ، ولا شك أن المراد هاهنا كونها في حالة الحيض ، ( قلت ) : معناه أن الحائضة مختصة بما إذا كانت فيه ، والحائض أعم منه . انتهى ، ( قلت ) : لا فرق بين الحائض ، والحائضة ، يقال : حاضت المرأة تحيض حيضا ومحيضا ، فهي حائض وحائضة ، عن الفراء ، وأنشد :


                                                                                                                                                                                  كحائضة يزني بها غير حائض

                                                                                                                                                                                  وفي اللغة لم يفرق بينهما ، غير أن الأصل فيه التأنيث ، ولكن لخصوصية النساء به وعدم الالتباس ترك التاء .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية