الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4768 76 - حدثنا صدقة ، أخبرنا يحيى ، عن سفيان ، عن سليمان ، عن إبراهيم ، عن عبيدة ، عن عبد الله ، قال يحيى بعض الحديث ، عن عمرو بن مرة ، قال لي النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  77 - ح وحدثنا مسدد ، عن يحيى ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، وعن عبيدة ، عن عبد الله ، قال الأعمش : وبعض الحديث حدثني عمرو بن مرة ، عن إبراهيم ، وعن أبيه ، عن أبي الضحى ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ علي ، قال : قلت : أقرأ عليك وعليك أنزل ، قال : إني أشتهي أن أسمعه من غيري ، قال : فقرأت النساء حتى إذا بلغت : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال لي : كف ، أو أمسك ، فرأيت عينيه تذرفان .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " فرأيت عينيه تذرفان " .

                                                                                                                                                                                  والحديث مر بعين هذا الإسناد في تفسير سورة النساء ، كما أخرجه هنا عن صدقة بن الفضل ، عن يحيى القطان ، عن سفيان الثوري ، عن سليمان الأعمش ، عن إبراهيم النخعي ، عن عبيدة بفتح العين السلماني ، عن عبد الله بن مسعود ، وأخرجه عن قريب في باب قول المقرئ للقارئ حسبك ، عن محمد بن يوسف ، عن سفيان بن عيينة ، عن الأعمش ، إلى آخره ، ومر الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : وبعض الحديث منصوب بقوله حدثني عمرو بن مرة ، عن إبراهيم النخعي ، قوله : " ، وعن أبيه " عطف على قوله : " عن سليمان " قوله : " وعن أبيه " أي : عن أبي سفيان ، واسمه سعيد بن مسروق الثوري ، والحاصل أن سفيان الثوري روى هذا الحديث عن سليمان الأعمش ، ورواه أيضا عن أبيه سعيد ، وأبوه روى عن أبي الضحى مسلم بن صبيح الكوفي ، عن عبد الله بن مسعود ، وهو منقطع ; لأن أبا الضحى لم يدرك ابن مسعود ، ورواية إبراهيم عن أبي عبيدة عن ابن مسعود متصلة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " كف أو أمسك " شك من الراوي ، وفي الرواية المتقدمة " حسبك " ووقع في رواية محمد بن فضالة الظفري أن ذلك كان وهو صلى الله عليه وسلم في بني ظفر ، أخرجه ابن أبي حاتم والطبراني وغيرهما من طريق يونس بن محمد بن فضالة ، عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم في بني ظفر ومعه ابن مسعود وناس من أصحابه ، فأمر قارئا فقرأه ، فأتى على هذه الآية : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد فبكى حتى ضرب لحياه ووجنتاه ، فقال : يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهريه فكيف على من لم أره ، وأخرج ابن المبارك في الزهد من طريق سعيد بن المسيب قال : ليس من يوم إلا يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم أمته غدوة وعشية فيعرفهم بسيماهم وأعمالهم ; فلذلك يشهد عليهم ، ففي هذا المرسل ما يرفع الإشكال الذي تضمنه حديث ابن فضالة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية