الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4834 لقول الله تعالى : فلا تعضلوهن

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وفي بعض النسخ لقول الله تعالى : وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن وجه الاستدلال به أن الله تعالى نهى [ ص: 121 ] الأولياء ، " عن عضلهن " أي منعهن من التزويج فلو كان العقد إليهن لم يكن ممنوعات قلت : لا يتم الاستدلال به ; لأن ظاهر الكلام أن الخطاب للأزواج الذين يطلقون نساءهم ثم يعضلونها بعد انقضاء العدة تأثما ، ولحمية الجاهلية لا يتركونهن يتزوجن من شئن من الأزواج فإن قلت : هذه الآية نزلت في قصة معقل بن يسار على ما رواه البخاري على ما يأتي ، عن قريب ، ورواه أبو داود والترمذي والنسائي في الكبرى من رواية الحسن ، عن معقل بن يسار قال : ( كانت لي أخت تخطب فأمنعها ) الحديث ، وفيه فأنزل الله تعالى : فلا تعضلوهن فقال : من قال : لا نكاح إلا بولي أمر الله تعالى بترك عضلهن فدل ذلك أن إليهم عقد نكاحهن قلت : هذا الحديث روي من وجوه كثيرة مختلفة ، وكذلك ذكرت وجوه في سبب نزول هذه الآية فمنهم من قال الخطاب فيه للأولياء ، ومنهم من قال الخطاب للأزواج الذين طلقوا ومنهم من قال الخطاب لسائر الناس فعلى هذا لا يتم به الاستدلال على ما ذكرنا ، وأيضا يحتمل أن يكون عضل معقل بن يسار لأجل تزهيده وترغيبه أخته في المراجعة فتقف عند ذلك فأمر بترك ذلك ، وقال أبو بكر الجصاص بعد أن روى حديث معقل من رواية سماك ، عن ابن أخي معقل ، عن معقل بن يسار إن هذا الحديث غير ثابت على مذهب أهل النقل ; لأن في سنده رجلا مجهولا ، وأما حديث الحسن البصري فمرسل ، وأما الآية فالظاهر أنها خطاب للأزواج كما ذكرنا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية