الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  513 15 - (حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش، قال: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: أبردوا بالظهر، فإن شدة الحر من فيح جهنم).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، ورجاله قد تقدموا غير مرة، والأعمش هو سليمان بن مهران وأبو صالح ذكوان.

                                                                                                                                                                                  ومن لطائف إسناده: أن فيه التحديث بصيغة الجمع في أربعة مواضع، والعنعنة في موضع، وفيه القول، وفيه رواية الابن عن الأب.

                                                                                                                                                                                  واختلف العلماء في الجمع بين هذه الأحاديث المذكورة، وبين حديث خباب: شكونا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حر الرمضاء، فلم يشكنا. رواه مسلم، فقال بعضهم: الإبراد رخصة، والتقديم أفضل.

                                                                                                                                                                                  وقال بعضهم: حديث خباب منسوخ بالإبراد، وإلى هذا مال أبو بكر الأثرم في كتاب (الناسخ والمنسوخ) وأبو جعفر الطحاوي .

                                                                                                                                                                                  وقال: وجدنا ذلك في حديثين: أحدهما حديث المغيرة : كنا نصلي بالهاجرة، فقال لنا: أبردوا، فتبين بها أن الإبراد كان بعد التهجير، وحديث أنس - رضي الله تعالى عنه: إذا كان البرد بكروا، وإذا كان الحر أبردوا. وحمل بعضهم حديث خباب على أنهم طلبوا تأخيرا زائدا على قدر الإبراد.

                                                                                                                                                                                  وقال أبو عمر في قول خباب: فلم يشكنا؛ يعني: لم يحوجنا إلى الشكوى. وقيل: لم يزل شكوانا، ويقال: حديث خباب كان بمكة، وحديث الإبراد بالمدينة، فإن فيه من رواية أبي هريرة .

                                                                                                                                                                                  وقال الخلال في علله، عن أحمد: آخر الأمرين من النبي - صلى الله عليه وسلم - الإبراد.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية