الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4887 113 - حدثنا سعيد بن أبي مريم ، حدثنا أبو غسان ، قال : حدثني أبو حازم ، عن سهل قال : لما عرس أبو أسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فما صنع لهم طعاما ولا قربه إليهم إلا امرأته أم أسيد بلت تمرات في تور من حجارة من الليل فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام أماثته له فسقته تتحفه بذلك .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : ( إلا امرأته أم أسيد بلت تمرات في تور ) ، وأبو غسان بفتح الغين المعجمة وتشديد السين المهملة وبالنون محمد بن مطرف بالطاء المهملة وكسر الراء المشددة ، وأبو حازم سلمة بن دينار الأعرج ، وسهل بن سعد الساعدي الأنصاري رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الأشربة عن محمد بن سهل بن عسكر عن ابن أبي مريم .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( لما عرس ) أي اتخذ عروسا ، قال الجوهري : يقال أعرس ولا يقال عرس وهذا حجة عليه . قوله : ( أبو أسيد ) بضم الهمزة على الأصح واسمه مالك بن ربيعة ، قوله : ( أم أسيد ) بضم الهمزة وهي ممن وافقت كنيتها كنية زوجها واسمها سلامة بنت وهيب ، قوله : ( بلت ) بفتح الباء الموحدة وتشديد اللام من البلل ووقع في شرح ابن التين ثلاث تمرات قيل إنه تصحيف ، قوله : ( في تور ) بفتح التاء المثناة من فوق وسكون الواو وفي آخره راء قال الداودي : التور قدح من أي شيء كان ، ويقال : إناء يكون من نحاس وغيره ، وقد بين هنا أنه من حجارة ، قوله : ( من الليل ) يتعلق بقوله بلت ، قوله : ( أماثته ) بفتح الثاء المثلثة وسكون التاء المثناة من فوق ، وقال ابن التين : وقع هكذا رباعيا وأهل اللغة يقولون ثلاثيا ، ماثته بغير ألف أي مرسته بيدها يقال : ماثه يموثه ويميثه بالواو وبالياء ، وقال الخليل : مثت الملح في الماء مثا أذبته وقد انماث ، وعن الهروي : أماثه وماثه لغتان بالألف وبدونها ، قوله : ( له ) أي للنبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الضمير المنصوب في فسقته وفي تتحفه يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعنى تتحفه من الإتحاف تقدم له تحفة والتحفة في الأصل طرفة الفاكهة ثم استعمل في غير الفاكهة من الألطاف ، هذا هكذا رواية النسفي وفي رواية المستملي والسرخسي تحفة بذلك على وزن لقمة ، قال الكرماني : أي هدية ، وعن الأصيلي روايتان في رواية مثل رواية المستملي وفي أخرى تحفه بفتح التاء وضم الحاء والفاء المشددة أي تخدمه وتعطف عليه بذلك أي بالذي بلته أم أسيد ، وفي المثل : من حفنا أو رقنا فليقتصد ، أي من خدمنا وتعطف علينا وفي رواية ابن السكن فسقته تخصه بذلك بضم الخاء المعجمة وتشديد الصاد المهملة ، فإن قلت : كيف إعرابه في هذه الوجوه المذكورة ؟ قلت : في رواية تتحفه وتحفه وتخصه محلها النصب على الحال من الضمير المرفوع في قوله فسقته ، ويجوز أن يكون منصوبا بفعل مقدر تقديره فسقته وأرادت تحفته بذلك ، ويجوز أن يكون نصبا على الحال على معنى فسقته حال كونها متحفة بذلك .

                                                                                                                                                                                  وفيه جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه عند الأمن [ ص: 165 ] من الفتنة ، وجواز الشرب بما لا يسكر في الوليمة ، وجواز إيثار كبير القوم في الوليمة بشيء دون القوم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية