الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4938 165 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، عن عيسى ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد ، حتى أكون أنا الذي أسأم ، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، والحنظلي هو إسحاق المعروف بابن راهويه ، وعيسى هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، والأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو ، والزهري محمد بن مسلم بن شهاب ، وعروة بن الزبير بن العوام .

                                                                                                                                                                                  والحديث مر بأتم منه في أبواب العيدين في باب الحراب والدرق يوم العيد ، ومر الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله ( في المسجد ) ; أي في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله ( أنا الذي أسأم ) كذا وقع في الأصول ، وذكر ابن التين " أنا الذي " ثم قال : وصوابه " أنا التي " .

                                                                                                                                                                                  قوله ( أسأم ) ; أي أمل ، من السآمة وهي الملالة .

                                                                                                                                                                                  قوله ( فاقدروا قدر الجارية ) من قدرت الأمر كذا إذا نظرت فيه ودبرته ، وأرادت به أنها كانت صغيرة دون البلوغ ، قاله النووي . ويرد عليه أن في بعض طرق الحديث أن ذلك كان بعد قدوم وفد الحبشة وأن قدومهم كان سنة سبع ولعائشة يومئذ ست عشرة سنة ، فكانت بالغة ، وكان ذلك بعد الحجاب .

                                                                                                                                                                                  وفي التلويح : وفي الحديث جواز نظر النساء إلى اللهو واللعب لا سيما حديثة السن ، فإنه - صلى الله عليه وسلم - قد عذرها - أي عائشة - لحداثة سنها . ويعكر عليه ما ذكرناه الآن ، قال : وفيه أنه لا بأس بنظر المرأة إلى الرجل من غير ريبة ، ألا ترى ما اتفق عليه العلماء من الشهادة عليها أن ذلك لا يكون إلا بالنظر إلى وجهها ، ومعلوم أنها تنظر إليه حينئذ كما ينظر الرجل إليها ، والله أعلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية