الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  525 27 - (حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثني أنس بن مالك، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي العصر والشمس مرتفعة حية، فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتيهم والشمس مرتفعة، وبعض العوالي من المدينة على أربعة أميال، أو نحوه).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أبو اليمان الحكم بن نافع البهراني الحمصي وشعيب بن أبي حمزة والزهري محمد بن مسلم .

                                                                                                                                                                                  (ذكر لطائف إسناده) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضع واحد وبصيغة الإفراد من الماضي في موضع آخر، وفيه الإخبار بصيغة الجمع في موضع، وفيه العنعنة في موضع، وفيه القول، وفيه من الرواة حمصيان ومدني.

                                                                                                                                                                                  (ذكر من أخرجه غيره) أخرجه مسلم، عن هارون بن سعيد، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن الزهري [ ص: 37 ] عن أنس، وأخرجه أيضا، عن قتيبة ومحمد بن رمح، وأخرجه أبو داود والنسائي، عن قتيبة، وأخرجه ابن ماجه، عن محمد بن رمح .

                                                                                                                                                                                  (ذكر معناه) قوله: (والشمس مرتفعة) الواو فيه للحال، وقد مر تفسير قوله: (حية). قوله: (العوالي) جمع عالية، وهي القرى التي حول المدينة من جهة نجد، وأما من جهة تهامة فيقال لها السافلة. قوله: (فيأتيهم والشمس مرتفعة) أي دون ذلك الارتفاع. قوله: (وبعض العوالي) إلى آخره، قال الكرماني : إما كلام البخاري، وإما كلام أنس، أو هو للزهري، كما هو عادته في الإدراجات، (قلت): الظاهر أنه من الزهري؛ يدل عليه ما رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري في هذا الحديث، فقال فيه بعد قوله: ( والشمس حية )، قال الزهري : والعوالي من المدينة على ميلين أو ثلاثة، وروى البيهقي حديث الباب من طريق أبي بكر الصنعاني، عن أبي اليمان شيخ البخاري .

                                                                                                                                                                                  وقال في آخره: وبعد العوالي بضم الباء الموحدة وبالدال المهملة، وكذلك أخرجه البخاري في الاعتصام تعليقا، ووصله البيهقي من طريق الليث، عن يونس، عن الزهري، لكن قال: أربعة أميال أو ثلاثة، وروى هذا الحديث أبو عوانة في (صحيحه) وأبو العباس السراج، جميعا عن أحمد بن الفرج أبي عتبة، عن محمد بن حمير، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن الزهري، ولفظه: والعوالي من المدينة على ثلاثة أميال، وأخرجه الدارقطني، عن المحاملي، عن أبي عتبة المذكور بسنده المذكور، فوقع عنه على ستة أميال، ورواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، فقال فيه: على ميلين أو ثلاثة، ووقع في المدونة، عن مالك رحمه الله تعالى: أبعد العوالي مسافة ثلاثة أميال، قال عياض : كأنه أراد معظم عمارتها، وإلا فأبعدها ثمانية أميال، (قلت): علم من هذه الاختلافات أن أقرب العوالي من المدينة مسافة ميلين وأبعدها ثمانية أميال، وأما الثلاثة والأربعة والستة فباعتبار القرب والبعد من المدينة، فبهذا الوجه يحصل التوفيق بين هذه الروايات، والميل ثلث فرسخ أربعة آلاف ذراع بذراع محمد بن فرج الشاشي، طولها أربعة وعشرون إصبعا بعدد حروف لا إله إلا الله محمد رسول الله، وعرض الإصبع ست حبات شعير ملصقة ظهرا لبطن وزنة الحبة من الشعير سبعون حبة خردل، وفسر أبو شجاع الميل بثلاثة آلاف ذراع وخمسمائة ذراع إلى أربعة آلاف ذراع، وفي (الينابيع) الميل: ثلث الفرسخ أربعة آلاف خطوة، كل خطوة ذراع ونصف بذراع العامة، وهو أربعة وعشرون إصبعا.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية