الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  526 28 - (حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال: كنا نصلي العصر، ثم يذهب الذاهب منا إلى قباء فيأتيهم والشمس مرتفعة).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قد تكرر ذكر هؤلاء الرواة.

                                                                                                                                                                                  وفيه التحديث بصيغة الجمع في موضع واحد، والإخبار كذلك في موضع واحد، وفيه العنعنة في موضعين، وفيه القول.

                                                                                                                                                                                  قوله ( كنا نصلي العصر )؛ أي: مع النبي - صلى الله عليه وسلم، والدليل عليه ما رواه خالد بن مخلد، عن مالك كذلك مصرحا به، أخرجه الدارقطني في (غرائبه). قوله: (إلى قباء) قال أبو عمر : قول مالك قباء وهم لا شك فيه، ولم يتابعه أحد فيه، عن ابن شهاب .

                                                                                                                                                                                  وقال النسائي : لم يتابع مالك على قوله: (قباء)، والمعروف العوالي، وكذا قاله الدارقطني في آخرين إلى العوالي، وأخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث الزهري .

                                                                                                                                                                                  وقال التيمي: الصحيح بدل قباء العوالي، كذلك رواه أصحاب ابن شهاب كلهم، غير مالك في (الموطإ)، فإنه تفرد بذكر قباء، وهو مما يعد على مالك أنه وهم فيه، (قلت): تابع مالكا ابن أبي ذئب، فإنه روى عن الزهري إلى قباء، كما قاله مالك، نقله الباجي عن الدارقطني ، فنسبة الوهم إلى مالك غير موجه، ولئن سلمنا أنه وهم، ولكن لا نسلم أن يكون ذلك من مالك قطعا، فإنه يحتمل أن يكون من الزهري حين حدث به مالكا.

                                                                                                                                                                                  وقال ابن بطال: روى خالد بن مخلد، عن مالك، فقال فيه: إلى العوالي، كما قاله الجماعة، فهذا يدل على أن الوهم فيه ممن دون مالك، ورد هذا بأن مالكا أثبته في (الموطإ) باللفظ الذي رواه عنه كافة أصحابه، فرواية خالد عنه شاذة، ولئن سلمنا الوهم فيه فهو إما من مالك، كما جزم به البزار والدارقطني ومن تبعهما، أو من الزهري حين حدث به، ومع هذا كله فقباء من العوالي، فلعل مالكا رأى في رواية الزهري إجمالا، وفسرها بقباء، فعلى هذا لا يحتاج إلى نسبة الوهم إلى أحد، فافهم. قوله: (فيأتيهم)؛ أي: فيأتي أهل قباء، والواو في (والشمس) للحال.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية