الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5025 75 - حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة، حدثنا حميد بن نافع، عن زينب ابنة أم سلمة، عن أمها، أن امرأة توفي زوجها فحشوا عينيها، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنوه في الكحل فقال: " لا تكحل، قد كانت إحداكن تمكث في شر أحلاسها أو شر بيتها، فإذا كان حول فمر كلب رمت ببعرة، فلا حتى تمضي أربعة أشهر وعشر".

                                                                                                                                                                                  وسمعت زينب ابنة أم سلمة تحدث عن أم حبيبة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يحل لامرأة مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد فوق ثلاثة أيام إلا على زوجها أربعة أشهر وعشرا".

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وهذا الحديث هو الحديث المذكور فيما قبل هذا الباب ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فحشوا عينيها" ويروى: على عينيها، وحشوا بفتح الحاء وضم الشين، وأصله حشيوا بضم الياء فاستثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى ما قبلها بعد سلب حركتها، فالتقى ساكنان الياء والواو، فحذفت الياء ولم تحذف الواو؛ لأنها علامة الجمع، فصارت "حشو " على وزن فعو، فافهم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لا تكحل" بفتح التاء وتشديد الحاء وضم اللام، وأصله "لا تتكحل" بتاءين، فحذفت إحداهما، وفي رواية المستملي: لا تكحل، بسكون الكاف وضم الحاء واللام، ويروى: "لا تكتحل" من الاكتحال من باب الافتعال.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أحلاسها" جمع حلس بكسر الحاء وسكون اللام، وهو الثوب أو الكساء الرقيق يكون تحت البردعة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أو شر بيتها" شك من الراوي، وذكر وصف ثيابها ووصف مكانها.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فلا حتى تمضي" أي فلا تكتحل حتى تمضي أربعة أشهر وعشرة أيام.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وسمعت" القائل بهذا هو حميد بن نافع الراوي، وهو موصول بالإسناد المتقدم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "عن أم حبيبة" هي أم المؤمنين بنت أبي سفيان أخت معاوية واسمها رملة، والحديث مضى في الجنائز بأتم منه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وعشرا" بالنصب اتباعا للفظ القرآن.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية