الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وقول الله بالجر عطف على النفقات المجرور بإضافة لفظ الكتاب إليه، كذا وقع في رواية الجميع، ووقع للنسفي عند قوله: " قل العفو " سبب نزول هذه الآية ما أخرجه ابن أبي حاتم من مرسل يحيى بن أبي كثير بسند صحيح إليه، أنه بلغه أن معاذ بن جبل وثعلبة سألا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالا: إن لنا أرقاء وأهلين، فما ننفق من أموالنا؟ فنزلت قوله: قل العفو بالنصب، أي: أنفقوا العفو. وقرأ الحسن وقتادة وأبو عمرو بالرفع، أي: هو العفو، ومثله قولهم: ماذا ركبت أفرس أم بعير؟ يجوز فيه الرفع والنصب.

                                                                                                                                                                                  واختلفوا في تفسير العفو: فروي عن سالم والقاسم: العفو فضل المال بالتصدق به عن ظهر غنى، وعن مجاهد: هو الصدقة المفروضة، وقال الزجاج: أمر الناس أن ينفقوا الفضل حتى فرضت الزكاة، فكان أهل المكاسب يأخذ من كسبه كل يوم ما يكفيه، ويتصدق بباقيه، ويأخذ أهل الذهب والفضة ما ينفقونه في عامهم وينفقون باقيه، ويقال: العفو ما سهل، ومنه أفضل الصدقة ما تصدق به عن ظهر غنى.

                                                                                                                                                                                  قوله: " لعلكم تتفكرون " أي: تتفكرون فتعرفون فضل الآخرة على الدنيا، وقيل: هو على التقديم والتأخير، أي: كذلك يبين الله لكم الآيات في أمر الدنيا والآخرة لعلكم تتفكرون .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية