الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5046 96 - حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن شعبة قال: حدثني الحكم، عن ابن أبي ليلى، حدثنا علي أن فاطمة - عليها السلام - أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى، وبلغها أنه جاءه رقيق، فلم تصادفه، فذكرت ذلك لعائشة، قال: فلما جاء أخبرته عائشة، قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم، فقال: على مكانكما، فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدت برد قدميه على بطني، فقال: ألا أدلكما على خير مما سألتما، إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما، فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى" وهذا يدل على أن فاطمة - رضي الله تعالى عنها - كانت تطحن، والتي تطحن تعجن وتخبز، وهذا من جملة عمل المرأة في بيت زوجها.

                                                                                                                                                                                  ويحيى هو ابن سعيد القطان، والحكم بفتحتين هو ابن عتيبة -مصغر عتبة الدار- وابن أبي ليلى هو عبد الرحمن، واسم أبي ليلى يسار، ضد اليمين.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الخمس عن بدل بن المحبر، وفي فضل علي - رضي الله تعالى عنه - عن بندار، وسيأتي في الدعوات عن سليمان بن حرب، ومضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: "تشكو إليه" حال.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ما تلقى في يدها من المجل" بالجيم، وهو ثخانة جلد اليد وظهور ما يشبه البثر فيها من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "من الرحى" أي: من إدارة رحى اليد.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وبلغها" أي: بلغ فاطمة أنه جاءه رقيق من السبي.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فلم تصادفه" بالفاء، أي: لم تره حتى تلتمس منه خادما.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فذكرت ذلك" أي: فذكرت فاطمة ما تشكوه لعائشة - رضي الله عنها -.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فلما جاء" أي: النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - أخبرته، أي: أخبرت النبي - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - عائشة بأمر فاطمة - رضي الله تعالى عنها -.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قال" أي: قال علي - رضي الله تعالى عنه - قوله: " فجاءنا" أي: النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - قوله: "وقد أخذنا" الواو فيه للحال، والمضاجع جمع مضجع وهو المرقد.

                                                                                                                                                                                  قوله: "على مكانكما" القائل هو النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - لعلي وفاطمة، أي: الزما مكانكما ولا تتحركا منه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قدميه" ويروى "قدمه".

                                                                                                                                                                                  قوله: "خير" قيل: لا شك أن للتسبيح ونحوه ثوابا عظيما، لكن كيف يكون خيرا بالنسبة إلى مطلوبها وهو الاستخدام، وأجيب: لعل الله تعالى يعطي للمسبح قوة يقدر بها على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم عليه، أو يسهل الأمور عليه، بحيث يكون فعل ذلك بنفسه أسهل عليه من أمر الخادم بذلك، أو أن معناه أن نفع التسبيح في الآخرة ونفع الخادم في الدنيا، والآخرة خير وأبقى.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية