الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5083 25 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا مسعر، عن علي بن الأقمر: سمعت أبا جحيفة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا آكل متكئا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة. وأبو نعيم الفضل بن دكين، ومسعر بكسر الميم وسكون السين المهملة ابن كدام العامري الكوفي، وعلي بن الأقمر بن عمرو بن الحارث بن معاوية الهمداني بسكون الميم الوادعي الكوفي ثقة عند الجميع، وما له في البخاري سوى هذا الحديث، وأبو جحيفة بضم الجيم وفتح الحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالفاء، واسمه وهب بن عبد الله السوائي.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه أبو داود في الأطعمة، عن محمد بن كثير، وأخرجه الترمذي فيه عن قتيبة، وفي الشمائل عن بندار، وأخرجه النسائي في الوليمة عن قتيبة به، وأخرجه ابن ماجه في الأطعمة عن محمد بن عيسى.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لا آكل متكئا" أي: حال كوني متكئا، وقال الخطابي: حسب العامة أن المتكئ هو المائل على أحد شقيه، وليس كذلك، بل المتكئ هنا هو المعتمد على الوطء [ ص: 44 ] الذي تحته، وكل من استوى قاعدا على وطائه فهو متكئ، أي: إذا أكلت لم أقعد متمكنا على الأوطئة، فعل من يستكثر من الأطعمة، ولكنني آكل العلقة من الطعام فيكون قعودي مستوفزا له، ولفظ الترمذي: "أما أنا فلا آكل متكئا" واستدل به بعضهم على أن ترك الأكل متكئا من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - وقد عده أبو العباس بن القاص من خصائصه، والظاهر عدم التخصيص، وقد روى الطبراني في الأوسط من حديث أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تأكل متكئا " ورجال إسناده ثقات، وقال البيهقي: يكره أيضا؛ لأنه من فعل المتعظمين، وأصله مأخوذ من ملوك العجم، وقد أخرج ابن أبي شيبة، عن ابن عباس، وخالد بن الوليد، وعبيدة السلماني، ومحمد بن سيرين وعطاء بن يسار، والزهري جواز ذلك مطلقا، وإذا ثبت كونه مكروها أو خلاف الأولى، فاستحب في صفة الجلوس للأكل أن يكون جاثيا على ركبتيه وظهور قدميه، أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية