الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5091 33 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا محمد بن جعفر، عن أبي حازم، عن عبد الله بن أبي قتادة السلمي، عن أبيه أنه قال: كنت يوما جالسا مع رجال من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في منزل في طريق مكة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نازل أمامنا، والقوم محرمون وأنا غير محرم، فأبصروا حمارا وحشيا وأنا مشغول أخصف نعلي، فلم يؤذنوني به وأحبوا لو أني أبصرته، فالتفت فأبصرته فقمت إلى الفرس فأسرجته، ثم ركبت ونسيت السوط والرمح، فقلت لهم: ناولوني السوط والرمح فقالوا: لا والله لا نعينك عليه بشيء، فغضبت فنزلت فأخذتهما، ثم ركبت فشددت على الحمار فعقرته، ثم جئت به وقد مات، فوقعوا فيه يأكلونه، ثم إنهم شكوا في أكلهم إياه وهم حرم، فرحنا وخبأت العضد معي، فأدركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألناه عن ذلك، فقال: معكم منه شيء؟ فناولته العضد فأكلها حتى تعرقها وهو محرم.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 49 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 49 ] مطابقته للترجمة في قوله: "فناولته العضد"... إلى آخره، وفي بعض النسخ "حدثني" بالإفراد، وفي بعضها "وحدثني" بواو العطف عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي المديني، عن محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن أبي حازم سلمة بن دينار... إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  وأخرجه مسلم، عن أحمد بن عبدة الضبي، عن فضيل بن سليمان، عن أبي حازم، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه... الحديث، وقد مضى الكلام فيه في كتاب الحج في الأبواب الأربعة المذكورة فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أخصف نعلي" بكسر الصاد المهملة، أي: أخرزه وألزق بعضه ببعض.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فلم يؤذنوني به" أي: فلم يعلموني به، أي: بالصيد.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فوقعوا فيه" أي: في الصيد المذكور بعد أن طبخوه وأصلحوه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "شكوا" يعني: في كونه حلالا أو حراما.

                                                                                                                                                                                  قوله: "حتى تعرقها" أي: حتى أكل ما عليها من اللحم، وقال صاحب العين: تعرقت العظم وأعرقته وعرقته أعرقه عرقا أكلت ما عليه من اللحم، والعراق العظم بلا لحم، فإن كان عليه لحم فهو عرق.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وهو محرم" الواو فيه للحال.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية