الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5146 87 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، ( ح) وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية أن أباه عمرو بن أمية أخبره أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتز من كتف شاة في يده، فدعي إلى الصلاة فألقاها والسكين التي كان يحتز بها، ثم قام فصلى ولم يتوضأ.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من استنباطه من اشتغاله صلى الله عليه وسلم بالأكل وقت الصلاة.

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني: فإن قلت: من أين خصص بالعشاء والصلاة أعم منه؟

                                                                                                                                                                                  قلت: هو من باب حمل المطلق على المقيد بقرينة الحديث بعده، ومر في صلاة الجماعة.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: ذكر ثمة أنه كان يأكل ذراعا وهاهنا قال: كتف شاة؟

                                                                                                                                                                                  قلت: لعله كانا حاضرين عنده يأكل منهما أو أنهما متعلقان باليد فكأنهما عضو واحد. انتهى كلامه.

                                                                                                                                                                                  ثم إنه أخرج الحديث المذكور من طريقين، أحدهما عن أبي اليمان الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة الحمصي، عن محمد بن مسلم الزهري، عن جعفر بن عمرو بن أمية إلى آخره، والآخر معلق حيث قال: وقال الليث إلى آخره، ووصله الذهلي في الزهريات عن أبي صالح، عن الليث.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يحتز" بالحاء المهملة والزاي أي يقطع.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فدعي" بضم الدال على صيغة المجهول.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فألقاها" أي قطعة اللحم التي كان احتزها، وقال الكرماني: الضمير يرجع إلى الكتف، وإنما أنث باعتبار أنه اكتسب التأنيث من المضاف إليه، أو هو مؤنث سماعي.

                                                                                                                                                                                  قوله: "والسكين" أي وألقى السكين أيضا، وقد ذكرنا فيما مضى أن السكين تذكر وتؤنث.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية