الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5225 1 - حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن زبيد الأيامي، عن الشعبي، عن البراء رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا نصلي، ثم نرجع فننحر، من فعله فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء، فقام أبو بردة بن نيار وقد ذبح، فقال: إن عندي جذعة، فقال: اذبحها ولن تجزي عن أحد بعدك.

                                                                                                                                                                                  قال مطرف، عن عامر، عن البراء: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من ذبح بعد الصلاة تم نسكه وأصاب سنة المسلمين.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 145 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 145 ] مطابقته للترجمة ظاهرة، وغندر لقب محمد بن جعفر البصري، وزبيد -بضم الزاء وفتح الباء الموحدة وبالدال المهملة- ابن عبد الكريم الأيامي، ويقال: اليامي بالياء آخر الحروف، نسبة إلى يام بن أصبى بطن من همدان، والشعبي هو عامر بن شراحيل.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في العيدين في باب الأكل يوم النحر بأتم منه، ومضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: (نصلي) أي أن نصلي، وهو من قبيل قولهم: وتسمع بالمعيدي، أي: وأن تسمع، أو هو تنزيل الفعل منزلة المصدر، ويروى بأن أيضا، فلا يحتاج إلى تقدير.

                                                                                                                                                                                  قوله: (من ذبح قبل) أي قبل مضي وقت الصلاة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ليس من النسك) أي العبادة، أي لا ثواب فيها، بل هي لحم ينتفع به أهله.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فقام أبو بردة) بضم الباء الموحدة، وسكون الراء، وبالدال المهملة، اسمه هانئ -بالنون بعد الألف قبل الهمزة- ابن نيار -بكسر النون وتخفيف الياء آخر الحروف، وبالراء- البلوي بفتح الباء الموحدة واللام وبالواو.

                                                                                                                                                                                  قوله: (جذعة) هي جذعة معز كانت لا تجوز، وأما الجذعة من الضأن فتجوز، قال أبو عبد الله الزعفراني: الجذع من الضأن ما تمت له سبعة أشهر، وطعن في الشهر الثامن، ويجوز في الأضحية إذا كان عظيم الجثة، وأما الجذع من المعز فلا يجوز إلا ما تمت له سنة، وطعن في الثانية. انتهى.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ولن تجزي) أي لن تكفي من جزى يجزي كقوله تعالى: واتقوا يوما لا تجزي نفس

                                                                                                                                                                                  قوله: (عن أحد بعدك) يعني لغيرك، وهذا من خصائص هذا الصحابي رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  قوله: (قال مطرف) بضم الميم وفتح الطاء المهملة وكسر الراء المشددة وبالفاء - ابن طريف الحارثي بالثاء المثلثة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (عن عامر) أي: عن الشعبي، عن البراء بن عازب، وتعليق مطرف هذا وصله البخاري في العيدين، ويأتي أيضا بعد ثمانية أبواب.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية