الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5229 5 - حدثنا صدقة، أخبرنا ابن علية، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر: من كان ذبح قبل الصلاة فليعد، فقام رجل فقال: يا رسول الله، إن هذا يوم يشتهى فيه اللحم، وذكر جيرانه، وعندي جذعة خير من شاتي لحم، فرخص له في ذلك، فلا أدري أبلغت الرخصة من سواه أم لا، ثم انكفأ النبي صلى الله عليه وسلم إلى كبشين فذبحهما، وقام الناس إلى غنيمة فتوزعوها، أو قال: فتجزعوها.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وصدقة هو ابن الفضل، وابن علية هو إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن علية اسم أمه، وأيوب هو السختياني، وابن سيرين محمد.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب العيدين في باب الأكل يوم النحر.

                                                                                                                                                                                  قوله: (يوم النحر) أي قال في يوم النحر.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فقام رجل) هو أبو بردة بن نيار كما في حديث البراء رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وذكر جيرانه) أي ذكر احتياج جيرانه وفقرهم، كأنه يريد به عذره في تقديم الذبح على الصلاة، وفي رواية مسلم: وإني عجلت فيه نسيكتي لأطعم أهلي وجيراني وأهل داري.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وعندي جذعة) هي جذعة المعز.

                                                                                                                                                                                  قوله: (خير من شاتي لحم) أي أطيب لحما وأنفع لسمنها ونفاستها.

                                                                                                                                                                                  قوله: (في ذلك) أي في التضحية بتلك الجذعة من المعز.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فلا أدري) كلام أنس، إنما قال: لا أدري; لأنه لم يبلغه ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لن تجزي عن أحد بعدك".

                                                                                                                                                                                  قوله: (من سواه) منصوب بقوله أبلغت.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ثم انكفأ) بالهمز أي مال وانعطف، من كفأت الإناء إذا أملته، والمراد أنه رجع من مكان الخطبة إلى مكان الذبح.

                                                                                                                                                                                  قوله: (غنيمة) تصغير غنم.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فتوزعوها) أي فتفرقوها، والتوزيع التفرقة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أو قال: فتجزعوها) شك من الراوي، بالجيم والزاي من الجزع وهو القطع، أي اقتسموها حصصا، وليس المراد أنهم اقتسموها بعد الذبح، فأخذ كل واحد قطعة من اللحم، وإنما المراد أخذ حصة من الغنم، والقطعة تطلق على الحصة من كل شيء.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية