الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5261 [ ص: 169 ] 9 - حدثنا مسدد، حدثنا معتمر، عن أبيه قال: سمعت أنسا قال: كنت قائما على الحي أسقيهم عمومتي، وأنا أصغرهم - الفضيخ، فقيل: حرمت الخمر، فقالوا: اكفئها، فكفأنا. قلت لأنس: ما شرابهم؟ قال: رطب وبسر، فقال أبو بكر بن أنس: وكانت خمرهم، فلم ينكر أنس. وحدثني بعض أصحابي أنه سمع أنسا يقول: كانت خمرهم يومئذ.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله (وبسر) ومعتمر هو ابن سليمان يروي عن أبيه سليمان بن طرخان البصري.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الأشربة أيضا، عن يحيى بن أيوب وغيره، وأخرجه النسائي فيه، وفي الوليمة عن سويد بن نصر.

                                                                                                                                                                                  قوله: (كنت قائما على الحي أسقيهم عمومتي) الحي واحد أحياء العرب.

                                                                                                                                                                                  قوله: (عمومتي) جمع عم، قال الكرماني: عمومتي بدل عن الضمير أو منصوب على الاختصاص، وفي رواية مسلم: إني لقائم على الحي على عمومتي أسقيهم من فضيخ لهم، وأنا أصغرهم سنا. وهذا أحسن من ذاك، وفيه أن الصغير يخدم الكبير.

                                                                                                                                                                                  قوله: (اكفئها) بكسر الهمزة، وسكون الكاف، وكسر الفاء، وسكون الهمزة، بمعنى اقلبها يعني أرقها.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فكفأنا) لجماعة المتكلم من الماضي، أي قلبناها.

                                                                                                                                                                                  قوله: (قلت لأنس) القائل هو سليمان، والد معتمر الراوي.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وقال أبو بكر) هو ابن أنس بن مالك في حضور أبيه (فكانت خمرهم) أي الفضيخ كانت خمرهم، ووجه التأنيث مع أن المذكور الشراب باعتبار أنه خمر.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فلم يذكر أنس) وفي رواية مسلم: "فلم ينكر أنس" ذلك، وكأن أنسا لم يحدثهم بهذه الزيادة، وهي قوله: (وكانت خمرهم) إما نسيانا وإما اختصارا، فذكره به ابنه أبو بكر، فأقره عليها أنس.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وحدثني بعض أصحابي) القائل بهذا أيضا سليمان المذكور، ويروى "بعض أصحابنا" وهو موصول بالسند الأول المذكور، قيل: هذا المبهم يحتمل أن يكون بكر بن عبد الله المزني، فإن روايته في آخر الباب تومئ إلى ذلك، ويحتمل أن يكون قتادة، وسيأتي بعد أبواب من طريقه عن أنس بلفظ: وإنا نعدها يومئذ الخمر.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية