الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5296 43 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بلبن قد شيب بماء، وعن يمينه أعرابي وعن شماله أبو بكر، فشرب ثم أعطى الأعرابي وقال: الأيمن فالأيمن.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة. وإسماعيل بن أبي أويس، والحديث مر عن قريب في أول شرب اللبن بالماء.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قد شيب" على صيغة المجهول من الماضي من الشوب وهو الخلط، وأصل شيب شوب قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وعن يمينه أعرابي" الواو فيه للحال أي: والحال أن الذي عن يمينه أعرابي، والذي عن شماله أبو بكر رضي الله عنه.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: يقال: عن يمينه وعلى يمينه وعن شماله وعلى شماله فما الفرق بينهما؟

                                                                                                                                                                                  قلت: معنى على يمينه أنه تمكن من جهة اليمين تمكن المستعلي من المستعلى عليه، ومعنى عن يمينه أنه جلس متجافيا عن صاحب اليمين، ثم كثر استعماله في المتجافي وغيره.

                                                                                                                                                                                  وقال المهلب: التيامن في الأكل والشرب وجميع الأشياء من السنن، وكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يحب التيامن؛ استشعارا منه بما شرف الله عز وجل به أهل اليمين. وقال القرطبي: إنما أعطى الأعرابي; لأنه كان من كبار قومه، ولذلك جلس عن يمينه.

                                                                                                                                                                                  قلت: الأظهر أنه سنة أو لعله سبق إلى اليمين، فلذلك لم يقمه لأجل الصديق فإنه سبقه به بخلاف الصلاة؛ لقوله: "ليلني منكم أولو الأحلام والنهى" وإن لم يكن في اليمين أحد فالأكبر الأكبر كما مضى في موضعه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية