الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5410 57 - حدثنا مسدد، حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز قال: دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك، فقال ثابت: يابا حمزة، اشتكيت، فقال أنس: ألا أرقيك برقية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بلى، قال: اللهم رب الناس مذهب الباس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقما.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وعبد الوارث هو ابن سعد، وعبد العزيز هو ابن صهيب، وثابت بالثاء المثلثة هو ابن أسلم البناني بضم الباء الموحدة وتخفيف النون الأولى، والحديث أخرجه أبو داود أيضا، عن مسدد في الطب، وأخرجه الترمذي في الجنائز، وأخرجه النسائي في اليوم والليلة، جميعا عن قتيبة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يابا حمزة" أصله يا أبا حمزة، فحذفت الألف للتخفيف، وأبو حمزة كنية أنس بن مالك.

                                                                                                                                                                                  قوله: "اشتكيت" أي: مرضت.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ألا" بتخفيف اللام للعرض والتنبيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أرقيك " بفتح الهمزة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "مذهب الباس" على صورة اسم الفاعل، ويروى: "أذهب الباس" بصورة الأمر من الإذهاب، والباس بالهمز في الأصل فحذفت للمواخاة، والباس الشدة والعذاب.

                                                                                                                                                                                  قوله: "اشف" أمر من شفى يشفي.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أنت الشافي" قيل: يؤخذ منه جواز تسمية الله تعالى بما ليس في القرآن بشرطين، أحدهما: أن لا يكون في ذلك ما يوهم نقصا، والآخر: أن يكون له أصل في القرآن، وهذا من ذاك، فإن في القرآن وإذا مرضت فهو يشفين قلت: هذا الباب فيه خلاف، منهم من قال: أسماء الله توقيفية، فلا يجوز أن يسمى بما لم يسمع في الشرع، ومنهم من قال: غير توقيفية، ولكن اشترطوا الشرط الأول فقط، فافهم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لا شافي إلا أنت" إشارة إلى أن كل ما يقع من الدواء والتداوي إن لم يصادف تقدير الله عز وجل فلا ينجح.

                                                                                                                                                                                  قوله: "شفاء" منصوب بقوله: اشف.

                                                                                                                                                                                  وقال بعضهم: يجوز الرفع على أنه خبر مبتدأ، أي: هو، قلت: هذا تصرف غير مستقيم على ما لا يخفى.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لا يغادر سقما" هذه الجملة صفة لقوله: "شفاء" ومعنى "لا يغادر" لا يترك، وسقما بفتحتين مفعوله، ويجوز فيه ضم السين وتسكين القاف.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية