الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5431 78 - حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني سليمان، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اجتنبوا الموبقات: الشرك بالله والسحر.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                  وعبد العزيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي المدني، وسليمان هو ابن بلال، وثور بلفظ الحيوان المشهور ابن زيد الدئلي المدني، وأبو الغيث -بفتح الغين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وبالثاء المثلثة- سالم مولى عبد الله بن مطيع، وهكذا أورد الحديث مختصرا، وقد تقدم في كتاب الوصايا في باب قول الله تعالى: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما الآية، فإنه أخرجه هناك بكماله بعين هذا الإسناد، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن سليمان إلخ، قال بعضهم: النكتة في اقتصاره على اثنتين من السبع هنا الرمز إلى تأكيد أمر السحر، وظن بعض الناس أن هذا القدر جملة الحديث، فقال: ذكر الموبقات وهو صيغة جمع وفسرها باثنتين فقط، وهو من قبيل قوله تعالى: [ ص: 283 ] فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا فاقتصر على اثنتين فقط، فهذا على أحد الأقوال في الآية، ولكن ليس الحديث كذلك، فإنه في الأصل سبعة حذف منها البخاري خمسة، وليس شأن الآية كذلك، انتهى.

                                                                                                                                                                                  قلت: النكتة في اقتصاره على اثنتين من السبع هنا الرمز إلى تأكيد أمر السحر كلام واه جدا; لأنه لو ذكر الحديث كله مع وضع الترجمة المذكورة له لما كان فيه رمز إلى تأكيد أمر السحر.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وظن بعض الناس إلخ" أراد به الكرماني، ولكن الذي ذكره تقول على الكرماني، فإنه لم يقل أن هذا القدر جملة الحديث، بل صرح بقوله هذا الذي في الكتاب "مختصر من مطول" ولهذا ذكر الاثنتين فقط، وقوله: "وليس شأن الآية كذلك" كلام مردود، وكيف لا يكون كذلك، فإنه ذكر فيه أولا فيه آيات بينات فهذا يتناول العدد الكثير، ثم ذكر منه اثنين فقط وهما مقام إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - وقوله: ومن دخله كان آمنا وقد ذكر الزمخشري فيه وجوها كثيرة، فمن أراد الوقوف عليه فليرجع إليه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "الشرك بالله والسحر" قال ابن مالك: يجوز الرفع فيهما على تقدير منهن، قلت: الأحسن أن يقال: إن التقدير: الأول الشرك بالله، والثاني السحر، وكذلك يقدر في البواقي هكذا، فيكون وجه الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية