الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5448 [ ص: 296 ] 3 - حدثني محمد، أخبرنا عبد الأعلى، عن يونس، عن الحسن، عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: خسفت الشمس ونحن عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد وثاب الناس فصلى ركعتين فجلي عنها، ثم أقبل علينا وقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا وادعوا الله حتى يكشفها.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "فقام يجر ثوبه مستعجلا".

                                                                                                                                                                                  ومحمد شيخ البخاري ذكر مجردا، فقال الكرماني: هو ابن يوسف البخاري البيكندي; لأنه ممن روى عن عبد الأعلى، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن المثنى، عن عبد الأعلى، فيحتمل أن يكون هو أباه، وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى السامي بالسين المهملة البصري، ويونس هو ابن عبيد البصري، والحسن هو البصري، وأبو بكرة اسمه نفيع بن الحارث الثقفي.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في أول أبواب الكسوف، فإنه أخرجه هناك عن عمرو بن عون، عن خالد، عن يونس، عن الحسن، عن أبي بكرة - رضي الله تعالى عنه - ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فقام يجر ثوبه مستعجلا" حالان متداخلان.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يجر" حال من الضمير الذي في قام، ومستعجلا حال من الضمير الذي في يجر، وفيه دلالة على أن جر الإزار إذا لم يكن خيلاء جاز وليس عليه بأس.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وثاب الناس" بالثاء المثلثة والباء الموحدة، يعني: رجعوا إلى المسجد بعد أن كانوا خرجوا منه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فجلي" بضم الجيم وتشديد اللام المكسورة، أي: فكشف عنها، أي: عن الشمس.

                                                                                                                                                                                  قوله: "حتى يكشفها" أي: حتى يكشف الله الشمس.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية