الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5464 19 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة أنه قال: قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبية ولم يعط مخرمة شيئا، فقال مخرمة: يا بني، انطلق بنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانطلقت معه، فقال: ادخل فادعه لي، قال: فدعوته له فخرج إليه وعليه قباء منها، فقال: خبأت هذا لك، قال: فنظر إليه، فقال: رضي مخرمة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                  وابن أبي مليكة بضم الميم عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، والمسور بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح الواو وبالراء ابن مخرمة بفتح الميمين وسكون الخاء المعجمة وفتح الراء، كلاهما صحابيان، ومخرمة بن نوفل الزهري كان من رؤساء قريش ومن العارفين بالنسب وأنصاب الحرم، وتأخر إسلامه إلى الفتح، وشهد حنينا، وأعطي من تلك الغنيمة مع المؤلفة، ومات مخرمة سنة أربع وخمسين وهو ابن مائة وخمس عشرة سنة، ذكره ابن سعد.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في الهبة في (باب: كيف يقبض العبد المتاع) بعين هذا الإسناد والمتن، ومضى في الشهادات أيضا والخمس.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ادخل [ ص: 305 ] فادعه لي" وفي رواية حاتم بن وردان: فقام أبي على الباب فتكلم، فعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - صوته، وقال ابن التين: لعل خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - عند سماع صوت مخرمة صادف دخول المسور إليه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فخرج" أي: النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه قباء منها" أي: من تلك الأقبية، ظاهره استعمال الحرير، قيل: ويجوز أن يكون قبل النهي، ويجوز أن يكون خرج وقد نشرها على يديه، فيكون قوله: "وعليه" من إطلاق الكل على الجزء، وقد وقع في رواية حاتم: "فخرج ومعه قباء وهو يريه محاسنه".

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال: رضي مخرمة" قال الداودي: هذا من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وقيل: من كلام مخرمة، وقد مضى الكلام فيه بأبسط من هذا.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية