الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5503 59 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثني جويرية، عن نافع، عن عبد الله بن عمر أن عمر رضي الله عنه رأى حلة سيراء تباع، فقال: يا رسول الله، لو ابتعتها تلبسها للوفد إذا أتوك والجمعة! قال: إنما يلبس هذه من لا خلاق له. وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بعد ذلك إلى عمر حلة سيراء حريرا كساها إياه، فقال عمر: كسوتنيها وقد سمعتك تقول فيها ما قلت! فقال: إنما بعثت إليك لتبيعها أو تكسوها.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: " أو تكسوها"؛ لأن معناها لتعطيها غيرك من النساء بالهبة ونحوها، فهذا يدل على أنها حلال للنساء.

                                                                                                                                                                                  وجويرية - مصغر الجارية - ابن أسماء الضبعي، بضم الضاد المعجمة، والاسمان مشتركان بين الذكور والإناث.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في الجمعة في باب: يلبس أحسن ما يجد; فإنه أخرجه هناك عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن نافع إلى آخره بأتم منه، ومضى أيضا في أول العيدين، أخرجه عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله إلى آخره، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " للوفد"، وفي رواية جرير بن حازم: " لوفود العرب".

                                                                                                                                                                                  قوله: " والجمعة"، وفي رواية سالم: " للعيد" بدل "الجمعة"، وجمع ابن إسحاق عن نافع ما تضمنته الروايتان، أخرجه النسائي بلفظ: " فتجملت بها لوفود العرب إذا أتوك، وإذا خطبت الناس في يوم عيد أو غيره"، وتخصيص العرب بالذكر لكثرة وفودهم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " من لا خلاق له"؛ أي: من لا نصيب له يوم القيامة أو من لا حظ له.

                                                                                                                                                                                  قوله: " كساها إياه"؛ أي: كسا النبي - صلى الله عليه وسلم- الحلة المذكورة إياه، أي: عمر. هذا الإطلاق باعتبار ما فهم عمر من ذلك، وإلا فقد ظهر من بقية الحديث أنه لم يبعث بها إليه ليلبسها.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أو تكسوها" قد مر تفسيره آنفا، وزاد مالك في آخر الحديث: " فكساها عمر أخا له بمكة مشركا"، وعند النسائي: " أخا له من أمه".




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية