الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5528 83 - حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا أبو أسامة، حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتخذ خاتما من ذهب، وجعل فصه مما يلي باطن كفه، ونقش فيه: محمد رسول الله، فاتخذ الناس مثله، فلما رآهم قد اتخذوها رمى به، وقال: لا ألبسه أبدا، ثم اتخذ خاتما من فضة، فاتخذ الناس خواتيم الفضة. قال ابن عمر: فلبس الخاتم بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، حتى وقع من عثمان في بئر أريس.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 31 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 31 ] مطابقته للترجمة في قوله: " ثم اتخذ خاتما من فضة".

                                                                                                                                                                                  ويوسف بن موسى بن راشد القطان الكوفي، سكن بغداد، ومات بها سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وهو من أفراد البخاري. وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعبيد الله بن عمر العمري.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه أبو داود في الخاتم، عن نصير بن الفرج به على ما نذكره.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فصه" بفتح الفاء وتقوله العامة بكسرها.

                                                                                                                                                                                  قوله: " مما يلي باطن كفه"، في رواية الكشميهني، وفي رواية الحموي، والمستملي: " بطن كفه"، وزاد جويرية، عن نافع: " إذا لبس".

                                                                                                                                                                                  قوله: " مثله"؛ أي: مثل ما اتخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذهب، ويوضحه ما في رواية أبي داود حيث قال في روايته عن نصير بن الفرج، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: " اتخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتما من ذهب وجعل فصه مما يلي بطن كفه، ونقش: محمد رسول الله، فاتخذ الناس خواتيم الذهب، فلما رآهم قد اتخذوها رمى به.." الحديث، وقال بعضهم: يحتمل أن يكون المراد بالمثلية كونه من فضة، وكونه على صورة النقش المذكورة، ويحتمل أن يكون لمطلق الاتخاذ. انتهى. قلت: هذا كله لا يجدي شيئا؛ فقوله: "كونه من فضة" غير مستقيم على ما لا يخفى، وكذا قوله: "ويحتمل أن يكون لمطلق الاتخاذ"; لأن النهي اتخاذه من ذهب لا مطلق الاتخاذ، والمعنى الصحيح ما ذكرناه كما بينه ما رواه أبو داود.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فلما رآهم قد اتخذوها" الضمير المنصوب في "رآهم" يرجع إلى الناس، والذي في "اتخذوها" يرجع إلى الخواتيم التي اتخذوها من ذهب، فالقرينة تدل عليه. وفي رواية أبي داود قد صرح به كما ذكرنا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " رمى به" جواب "لما"؛ أي رمى بالخاتم الذي اتخذ من ذهب وحصل له ما حصل من ذلك حتى قال: لا ألبسه أبدا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قال ابن عمر: فلبس الخاتم بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر" يعني في أيام خلافته، ثم لبسه عمر في أيام خلافته، ثم لبسه عثمان حتى وقع - أي إلى أن وقع - في بئر أريس - بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره سين مهملة - وهي حديقة بالقرب من مسجد قبا، ينصرف ولا ينصرف، والأصح الصرف، وعند ابن منجويه: الذي وقع منه الخاتم رجل من الأنصار الذي اتخذ عثمان على خاتمه. وفي (العلل) لأبي جعفر: ذهب يوم الدار فلا يدري أين ذهب، وعند ابن منجويه: هلك من يد معيقيب الدوسي.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية