الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5533 88 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، أنه سمع سهلا يقول: جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: جئت أهب نفسي، فقامت طويلا، فنظر وصوب، فلما طال مقامها، فقال رجل: زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة، قال: عندك شيء تصدقها؟ قال: لا، قال: انظر، فذهب، ثم رجع، فقال: والله، إن وجدت شيئا، قال: اذهب، فالتمس ولو خاتما من حديد، فذهب، ثم رجع قال: لا والله، ولا خاتما من حديد، وعليه إزار ما عليه رداء، فقال: أصدقها إزاري؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إزارك إن لبسته لم يكن عليك منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليها منه شيء، فتنحى الرجل، فجلس، فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - موليا، فأمر به فدعي، فقال: ما معك من القرآن؟ قال: سورة كذا وكذا - لسور عددها- قال: قد ملكتكها بما معك من القرآن.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 34 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 34 ] مطابقته للترجمة في قوله: " ولو خاتما من حديد".

                                                                                                                                                                                  وعبد العزيز بن أبي حازم - بالحاء المهملة والزاي- يروي عن أبيه سلمة بن دينار الأعرج القاص، من عباد أهل المدينة وزهادهم، يروي عن سهل بن سعد الأنصاري.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في النكاح في باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح، ومضى الكلام فيه مستوفى.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وصوب"؛ أي: خفض رأسه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " مقامها" بفتح الميم؛ أي: قيامها.

                                                                                                                                                                                  قوله: " إن وجدت شيئا"؛ أي: ما وجدت شيئا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " تصدقها" من الإصداق، وكذلك قوله: " أصدقها".




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية