الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5635 وقال الليث: حدثني هشام، عن عروة، عن أسماء قالت: قدمت أمي وهي مشركة في عهد قريش ومدتهم; إذ عاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيها، فاستفتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أمي قدمت وهي راغبة، قال: نعم، صلي أمك.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وقال الكرماني: ذكر في الترجمة: "ولها زوج"، فأين في الحديث ما يدل عليه؟ وأجاب بقوله: إن كان الضمير في "لها" راجعا إلى المرأة فهو ظاهر؛ إذ أسماء كانت زوجة للزبير وقت قدومها، وإن كان راجعا إلى الأم فذلك باعتبار أن يراد بلفظ "أبيها" زوج أم أسماء، ومثل هذا المجاز سائغ، وكونه كالأب لأسماء ظاهر.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وقال الليث" أورد هذا الحديث عن الليث: ابن سعد معلقا، ووصله أبو نعيم في (المستخرج). قوله: " في مدتهم"؛ أي: التي عينوها للصلح وترك المقاتلة. قوله: " مع أبيها"؛ أي: مع أب أم أسماء. قوله: " قال: صلي"، ويروى: " قال: نعم صلي"، وهو بكسر الصاد واللام المخففة: أمر من وصل يصل، أصله: أوصلي، حذفت الواو تبعا لفعله، واستغنيت عن الهمزة فصار: صلي، على وزن علي، فافهم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية