الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5639 14 - حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد بن معن قال: حدثني أبي، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سره أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره؛ فليصل رحمه.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                  ومحمد بن معن، بفتح الميم وسكون العين المهملة وبالنون، ابن محمد بن معين بن نضلة، بفتح النون وسكون الضاد المعجمة، ابن عمرو المدني الغفاري، ونضلة له صحبة، كان يسكن في ناحية العرج، ومحمد بن معن يروي عن أبيه معن بن محمد، وهو ثقة، وليس له في البخاري سوى هذا الحديث، وكذا أبوه ليس له إلا موضع آخر، أو موضعان. وسعيد بن أبي سعيد هو المقبري، واسم أبي سعيد كيسان، والحديث من أفراده. قوله: " وأن ينسأ له"، من النسأ، بفتح النون وسكون السين المهملة وبالهمزة في آخره، وهو التأخير؛ أي: يؤخر له في أثره، أي في أجله. وأثر الشيء هو ما يدل على وجوده ويتبعه، والمراد به هاهنا الأجل; وسمي به لأنه يتبع العمر.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: الآجال مقدرة، وكذا الأرزاق، لا تزيد ولا تنقص فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون قلت: أجيب عن هذا بوجهين؛ أحدهما: أن هذه الزيادة بالبركة في العمر بسبب التوفيق في الطاعات وصيانته عن الضياع، وحاصله: أنها بحسب الكيف لا الكم. والثاني: أن الزيادة على حقيقتها، وذلك بالنسبة إلى علم الملك الموكل بالعمر، وإلى ما يظهر له في اللوح المحفوظ بالمحو والإثبات فيه يمحو الله ما يشاء ويثبت كما أن عمر فلان ستون سنة إلا أن يصل رحمه فإنه يزاد عليه عشرة وهو سبعون، وقد علم الله عز وجل بما سيقع له من ذلك، فبالنسبة إلى الله تعالى لا زيادة ولا نقصان، ويقال: له القضاء المبرم، وإنما يتصور الزيادة بالنسبة إليهم ويسمى مثله بالقضاء المعلق، ويقال: المراد بقاء ذكره الجميل بعده، فكأنه لم يمت، وهو إما بالعلم الذي ينتفع به، أو الصدقة الجارية، أو الخلف الصالح.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية