الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5694 69 - حدثنا آدم، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى يحب المرء لا يحبه إلا لله، وحتى أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله، وحتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 122 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 122 ] مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: " لا يحبه إلا لله".

                                                                                                                                                                                  وآدم هو ابن أبي إياس، والحديث قد مر في كتاب الإيمان في باب حب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من الإيمان، عن أبي اليمان، وعن يعقوب بن إبراهيم، وعن آدم. وفي باب: حلاوة الإيمان عن محمد بن المثنى. وفي باب: من كره أن يعود في الكفر، ومضى الكلام فيه مستقصى.

                                                                                                                                                                                  قوله: " حلاوة الإيمان" شبه الإيمان بالعسل بجامع ميل القلب إليهما، وأسند إليه ما هو من خواص العسل، فهو استعارة. قوله: " المرء" بالنصب. قوله: " أحب إليه من أن يرجع" فصل بين الأحب وكلمة "من"; لأن في الظرف توسعة. قيل: المحبة أمر طبيعي لا يدخل تحت الاختيار, وأجيب: بأن المراد الحب العقلي الذي هو إيثار ما يقتضي العقل رجحانه, ويستدعي اختياره, وإن كان خلاف الهوى؛ كالمريض يعاف الدواء ويميل إليه باختياره. قوله: " مما سواهما"؛ أي: مما سوى الله ورسوله، قال الكرماني: فإن قلت: فما الفرق بينه وبين ما قال صلى الله عليه وسلم لمن قال: ومن يعصهما فقد غوى: " بئس الخطيب أنت!"؟ قلت: هو أن المعتبر هو المركب من المحبتين, لا كل واحدة منهما؛ فإنها وحدها ضائعة, بخلاف المعصية؛ فإن كل واحد من العصيانين مستقل باستلزام الغواية.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية