الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5708 83 - حدثنا ابن سلام، أخبرنا عبيدة بن حميد أبو عبد الرحمن، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بعض حيطان المدينة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال: يعذبان وما يعذبان في كبيرة، وإنه لكبير؛ كان أحدهما لا يستتر من البول، وكان الآخر يمشي بالنميمة، ثم دعا بجريدة فكسرها بكسرتين، أو ثنتين، فجعل كسرة في قبر هذا، وكسرة في قبر هذا، فقال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " وإنه لكبير". وابن سلام هو محمد بن سلام. وعبيدة، بفتح العين وكسر الباء الموحدة وفي آخره هاء، ابن حميد، مصغر حمد، ابن صهيب التيمي، وقيل: الليثي، وقيل: الضبي أبو عبد الرحمن الكوفي المعروف بالحذاء، مات سنة تسعين ومائة. ومنصور هو ابن المعتمر، والحديث مضى عن قريب في باب الغيبة، ولكن هناك عن مجاهد عن طاوس، عن ابن عباس، وهاهنا عن مجاهد عن ابن عباس، فدل هذا على أن مجاهدا تارة يروي عن ابن عباس بواسطة، وتارة بلا واسطة. قوله: " وإنه لكبير"؛ أي: عند الله. وقوله: " وما يعذبان في كبيرة"؛ أي: عندكم ليس بكبيرة، أو ليس عليكم بكبيرة؛ إذ لا مشقة فيه. قوله: " لا يستتر"؛ أي: لا يخفى عن أعين الناس عند قضاء الحاجة. قوله: " بجريدة" هي السعفة المجردة عن الورق، وقد مضت بقية الكلام في باب الغيبة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية