الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5736 111 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا سفيان، عن عمر، وعن أبي العباس، عن عبد الله بن عمرو قال: لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائف قال: إنا قافلون غدا إن شاء الله، فقال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نبرح، أو نفتحها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فاغدوا على القتال، قال: فغدوا فقاتلوهم قتالا شديدا، وكثر فيهم الجراحات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا قافلون غدا إن شاء الله، قال: فسكتوا، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  قال الحميدي: حدثنا سفيان كله بالخبر.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " فضحك رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم" وكان ضحكه هنا للتعجب.

                                                                                                                                                                                  وسفيان هو ابن عيينة، وعمرو هو ابن دينار. وأبو العباس السائب بن فروخ الشاعر الأعمى المكي. وعبد الله بن عمرو، بفتح العين، ابن العاص، هذا في رواية الحموي وحده، وفي رواية الأكثرين: عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقال الحافظ المزي: منهم من قال: عن عبد الله بن عمرو، وكان القدماء من أصحاب سفيان يقولون: عن عبد الله بن عمر، كما وقع للبخاري في عامة النسخ، وكان المتأخرون منهم يقولون: عن عبد الله بن عمرو، كما وقع عند مسلم، والنسائي في أحد الموضعين، ومنهم من لم ينسبه كما وقع عند النسائي في الموضع الآخر، والاضطراب فيه من سفيان. وقال أبو عوانة: قال يعقوب بن إسحاق الإسفرايني: بلغني أن إسحاق بن موسى الأنصاري وغيره قالوا: عبد الله بن عمرو، ورواه عنه، يعني عن سفيان من أصحابه من يفهم، ويضبط فقالوا: عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في المغازي في غزوة الطائف ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " لا نبرح أو نفتحها" وكلمة "أو نفتحها" بالنصب؛ أي: لا نفارق إلى أن نفتحها.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال الحميدي" هو عبد الله بن الزبير بن عيسى. قوله: " كله بالخبر"؛ أي: حدثنا كل الحديث بلفظ الخبر لا بلفظ العنعنة، ويروى: "بالخبر كله"؛ أي: حدثنا بجميع هذا الخبر، وهذه رواية الأكثرين، والأولى رواية الكشميهني.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية