الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5771 146 - حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا محارب بن دثار قال: سمعت ابن عمر يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن كمثل شجرة خضراء لا يسقط ورقها، ولا يتحات، فقال القوم: هي شجرة كذا، هي شجرة كذا، فأردت أن أقول: هي النخلة، وأنا غلام شاب فاستحييت فقال: هي النخلة.

                                                                                                                                                                                  وعن شعبة، حدثنا خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن ابن عمر مثله، وزاد فحدثت به عمر فقال: لو كنت قلتها لكان أحب إلي من كذا وكذا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قيل: لا مطابقة هنا بين الحديث والترجمة; لأن الترجمة فيما لا يستحيا، وفي الحديث استحى، يعني عبد الله! قلت: تفهم المطابقة من كلام عمر; لأن عبد الله كان صغيرا، فاستحى أن يتكلم عند الأكابر، وقول عمر رضي الله تعالى عنه يدل على أن سكوته غير حسن; لأنه لو كان حسنا لقال له: أصبت؛ فبالنظر إلى كلام عمر يدخل في باب: ما لا يستحيا، فافهم.

                                                                                                                                                                                  ومحارب، بكسر الراء، ابن دثار، بكسر الدال. وخبيب، بضم الخاء المعجمة وفتح الباء الموحدة، ابن عبد الرحمن بن خبيب أبو الحارث الأنصاري المدني. وحفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  ومضى هذا الحديث في كتاب العلم من وجوه كثيرة، ومضى شرحه مستقصى.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وعن شعبة" موصول بالإسناد المذكور، وأراد به الإشارة إلى قوله: " فحدثت به عمر رضي الله تعالى عنه". قوله: " لكان أحب إلي من كذا وكذا"؛ أي: من حمر النعم، كما تقدم صريحا. ووجه الشبه في قوله: " كمثل شجرة خضراء" كثرة خيرها [ ص: 167 ] ومنافعها من الجهات، وقيل: إذا قطع رأسها أو غرقت ماتت، ولا تحمل حتى تلقح، ولطلعها رائحة المني، وتعشق كالإنسان.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية