الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5775 150 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم بها لله.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: " إلا أخذ أيسرهما"، والحديث مضى في صفة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما" يريد في أمر دنياه لقوله: " ما لم يكن إثما"، والإثم لا يكون إلا في أمر الآخرة. قال الكرماني: كيف خير رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بين أمرين أحدهما إثم؟ ثم أجاب بقوله: التخيير إن كان من الكفار فظاهر، وإن كان من الله تعالى، أو من المسلمين فمعناه ما لم يؤد إلى إثم؛ كالتخيير بين المجاهدة في العبادة، والاقتصاد فيها؛ فإن المجاهدة بحيث تنجر إلى الهلاك غير جائزة. وقال عياض: يحتمل أن يخيره الله تعالى فيما فيه عقوبتان ونحوه. وأما قولها: " ما لم يكن إثما" فيتصور إذا خيره الكفار.

                                                                                                                                                                                  قوله: إلا أن تنتهك حرمة الله"؛ يعني انتهاك ما حرمه، وهو استثناء منقطع، يعني إذا انتهكت حرمة الله انتصر لله تعالى، وانتقم ممن ارتكب ذلك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية