الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5835 210 - حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا سفيان، قال: سمعت ابن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم، فقالوا: لا نكنيك بأبي القاسم، ولا ننعمك عينا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: أسم ابنك عبد الرحمن.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن فيه منع التكنية بأبي القاسم; لأن الرجل الذي منع من ذلك لما أتى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وذكر له ذلك، لم يقل له: كن، ولا قال له: سم محمدا، وإنما قال: سم ابنك عبد الرحمن، وبظاهره احتج من منع التكنية بأبي القاسم، والتسمية بمحمد.

                                                                                                                                                                                  وهذا الحديث قد مر في الباب الذي قبله؛ فإنه أخرجه هناك عن صدقة بن الفضل، عن ابن عيينة، وهنا أخرجه عن عبد الله بن محمد المسندي عن سفيان، وهو ابن عيينة، عن محمد بن المنكدر.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ولا ننعمك عينا" من الإنعام؛ أي: لا نقر عينك بذلك. قوله: " فأتى"؛ أي: الرجل المذكور أتى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم. قوله: " فذكر ذلك"؛ أي: ما قالوا من قولهم: لا نكنيك بأبي القاسم. قوله: " أسم" بفتح الهمزة؛ أمر من الإسماء، بكسر الهمزة، ويروى: "سم" بفتح السين وتشديد الميم، من التسمية، وروي أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم نهى عن أربع كنى: أبو عيسى، وأبو الحكم، وأبو مالك، وأبو القاسم لمن اسمه محمد.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية