الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5837 211 - حدثنا إسحاق بن نصر، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، [ ص: 208 ] عن أبيه، أن أباه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما اسمك؟ قال: حزن. قال: أنت سهل. قال: لا أغير اسما سمانيه أبي! قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة. وإسحاق بن نصر هو إسحاق بن إبراهيم بن نصر البخاري. وعبد الرزاق بن همام اليماني. ومعمر، بفتح الميمين، ابن راشد. وابن المسيب هو سعيد بن المسيب. أما سعيد؛ فهو من كبار التابعين، وسيدهم، روى عن قريب من أربعين صحابيا، ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، ومات في سنة أربع وتسعين، في خلافة الوليد بن عبد الملك. وأما أبوه المسيب؛ فإنه ممن بايع تحت الشجرة، قالوا: لم يرو عن المسيب إلا سعيد. قال الكرماني: فيه خلاف لما هو المشهور من شرط البخاري أنه لم يرو عن أحد ليس له إلا راو واحد. وأما جده حزن بن أبي وهب بن عمير بن عابد بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي؛ فكان من المهاجرين، ومن أشراف قريش في الجاهلية؛ قال الكلاباذي: روى عن حزن ابنه المسيب حديثا واحدا في الأدب، وحديثا آخر موقوفا في ذكر أيام الجاهلية، والحديث من أفراده.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قال: أنت سهل"، وفي رواية الإسماعيلي من طريق محمود بن غيلان: "قال: بل اسمك سهل". قوله: " لا أغير اسما" في رواية أحمد بن صالح: "لا! السهل يوطأ ويمتهن". والتوفيق بين الروايتين بأنه قال كلا من الكلامين، فنقل بعض الرواة ما لم ينقل الآخر. قوله: " فما زالت الحزونة فينا بعد"، وفي رواية أحمد بن صالح: "فظننت أنه سيصيبنا بعده حزونة". وقال ابن التين: معنى قول ابن المسيب: "ما زالت فينا الحزونة" يريد امتناع التسهيل فيما يرونه. وقال الداودي: يريد الصعوبة، ويقال: يشير بذلك إلى الشدة التي بقيت في أخلاقهم، وذكر أهل النسب أن في ولده سوء خلق معروف فيهم لا يكاد يعدم منهم. قوله: " بعد"، ويروى: "بعده"، أي: بعدما قال: "لا أغير اسما سمانيه أبي".




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية