الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5863 239 - حدثنا محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، ومنصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة، فجعل ينكت في الأرض بعود، فقال: ليس منكم من أحد إلا وقد فرغ من مقعده من الجنة والنار، فقالوا: أفلا نتكل، قال: اعملوا، فكل ميسر فأما من أعطى واتقى الآية.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: فجعل ينكت في الأرض. وابن أبي عدي هو محمد، واسم أبي عدي إبراهيم البصري. وسليمان، قال الكرماني: هو التيمي، وليس هو الأعمش. ومنصور هو ابن المعتمر. وسعد بن عبيدة أبو حمزة الكوفي السلمي ختن أبي عبد الرحمن السلمي، واسمه عبد الله المقري الكوفي. وعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الجنائز بأتم منه، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فرغ" بلفظ المجهول؛ أي: حكم عليه بأنه من أهل الجنة أو النار، وقضي عليه بذلك في الأزل. قوله: " أفلا نتكل؟"؛ أي: أفلا نعتمد عليه؟ إذ المقدر كائن سواء عملنا أم لا. فرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: اعملوا، فكل ميسر؛ أي: فكل واحد منكم ميسر له، فإن كان الذي قدر عليه بأنه من أهل الجنة يسر الله عليه عمل أهل الجنة، وإن كان من الذي قدر عليه بأنه من أهل النار يسر الله عليه عمل أهل النار. قوله: فأما من أعطى " الآية؛ أشار بها إلى بيان الفريقين المذكورين في قوله: فكل ميسر؛ أحدهما هو قوله: " فأما من أعطى "، أي: ماله في سبيل الله، واتقى ربه، واجتنب محارمه وصدق بالحسنى "، يعني: [ ص: 223 ] بالخلف، يعني: أيقن بأن الله سيخلف عليه، وهي رواية ابن عباس. قوله: فسنيسره "؛ أي: فسنهيئه لليسرى "؛ أي: للحالة اليسرى، وهو العمل بما يرضاه الله تعالى، والفريق الآخر هو قوله: وأما من بخل "؛ أي: بالنفقة في الخير واستغنى "؛ أي: عن ربه، فلم يرغب في ثوابه فسنيسره للعسرى " أي: للعمل بما لا يرضاه الله حتى يستوجب النار، وقيل: سندخله في جهنم، والعسر اسم لجهنم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية