الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5892 19 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن ذر، وحدثنا محمد بن مقاتل، أخبرنا عبد الله، أخبرنا عمر بن ذر، أخبرنا مجاهد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد لبنا في قدح، فقال: أبا هر، الحق أهل الصفة فادعهم إلي، قال: فأتيتهم فدعوتهم، فأقبلوا فاستأذنوا، فأذن لهم فدخلوا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة لا تتأتى إلا إذا قلنا: إن في الترجمة تفصيلا، وهو أن قوله: فجاء هل يستأذن؟ يعني:هل جاء مع الرسول الداعي؟ أو جاء وحده بعد إعلام الرسول إياه بالدعاء؟ ففي مجيئه مع الرسول لا يحتاج إلى الاستئذان.

                                                                                                                                                                                  والحديث المعلق محمول عليه؛ فلذلك قال: هو إذنه، وفي الحديث الثاني: هم جاءوا وحدهم فاحتاجوا إلى الاستئذان فاستأذنوا، فأذن لهم، والدليل على هذا قوله: فأقبلوا، ولم يقل: فأقبلنا؛ إذ لو كان أبو هريرة جاء معهم لكان قال: فأقبلنا، وبهذا أيضا اندفع التعارض بين الحديثين في صورة الظاهر، فتكون المطابقة بين الحديث الأول وبين الترجمة في المجيء مع الرسول، وبين الحديث الثاني وبين الترجمة في عدم مجيء الرسول معهم؛ فيكون التقدير في قوله: هل يستأذن؟ نعم، لا يستأذن في المجيء مع الرسول، ويستأذن في المجيء وحده بدون الرسول.

                                                                                                                                                                                  وأخرج هذا الحديث من طريقين؛ أحدهما: عن أبي نعيم، بضم النون، الفضل بن دكين، وعمر بن ذر، بفتح الذال المعجمة وتشديد الراء، الهمداني، عن مجاهد، عن أبي هريرة. والآخر: عن محمد بن مقاتل المروزي، عن عبد الله بن المبارك المروزي، عن عمر بن ذر، عن مجاهد. والحديث أخرجه البخاري أيضا في الرقاق عن أبي نعيم وحده مطولا، وأخرجه الترمذي في الزهد عن هناد بن السري، وأخرجه النسائي في الرقائق عن أحمد بن يحيى.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أبا هر"؛ يعني: يا أبا هر. قوله: " الحق" أمر من اللحوق. قوله: " أهل الصفة" وهي سقيفة كانت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل فيها فقراء الصحابة، واللام [ ص: 243 ] في الصفة للعهد، وفي التوضيح: اختلف في استئذان الرجل على أهله وجاريته؛ فقال القاضي في المعونة: لا; لأن أكثر ما في ذلك أن يصادفهما مكشوفتين.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية